بعد عقد من الغياب.. مهرجان طرابلس الدولي للمالوف يعود بحلة جديدة ليحيي روح الفن الليبي الأصيل .
نشر بتاريخ:
طرابلس 7 مايو 2025 ( وال ) – بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات، يعود مهرجان طرابلس الدولي للمالوف في حلة جديدة، بإشراف المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية التابع للهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة وصفت بأنها استعادة لروح الفن الليبي الأصيل وترسيخ لموروثه الثقافي.
وفي لقاء خاص مع صحيفة "الأنباء الليبية"، كشف الأستاذ أحمد دعوب، مدير عام المركز القومي، أن قرار إعادة إحياء المهرجان جاء بدافع الحاجة الملحة لرد الاعتبار لهذا الفن العريق الذي يمثل جزءًا من الهوية الموسيقية الليبية. وأوضح أن آخر دورة للمهرجان كانت في العام 2013، وتحمل اسم الشيخ الطاهر عريبي، ومنذ ذلك الحين لم تُقم أي دورة، رغم المطالبات المتكررة من المهتمين بالفن والموسيقى.
وأشار دعوب إلى أن الخطوة جاءت بتنسيق وبدعم من الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، لافتًا إلى أن التحدي الأبرز كان تأمين الميزانية المخصصة للمهرجان، وهو ما تسبب في تأخر انطلاقه لسنوات، مؤكدًا أن الإصرار والرغبة الجادة أعادا المهرجان إلى الساحة.
وقال دعوب إن الدورة المرتقبة للمهرجان ستشهد تطورًا في التصور العام والتنظيم، حيث سيتم الفصل بين عروض المالوف التقليدي الذي تقدمه الزوايا الصوفية، وبين عروض الفرق الفنية الموسيقية المعتمدة من الجهات المختصة. كما سيتم إدراج مسابقات بين الفرق المحلية التي تؤدي المالوف بالآلات الموسيقية.
وأوضح أن هناك جهودًا تُبذل لاستضافة فرق من تونس والجزائر، إلى جانب إقامة ندوات علمية وورش فنية متخصصة، ومعرض يوثق أعلام ومشايخ هذا الفن، مؤكدًا أن المهرجان سيقام منتصف شهر يوليو المقبل في حديقة قصر الخلد العامر.
وأكد مدير المركز أن لجنة التحكيم ستضم نخبة من المشايخ المعروفين بإتقانهم لفن المالوف، مشيرًا إلى أن المهرجان سيجمع بين العروض المباشرة والتأصيل المعرفي، عبر ورش ومحاضرات تشرح أصول المالوف وتاريخه وطرقه المختلفة.
وحول رسالة المهرجان، شدد دعوب على أن "المالوف في ليبيا لا يزال بخير"، وأن المهرجان يؤكد أن الفن والثقافة في ليبيا قادران على الاستمرار والعطاء، مهما كانت الظروف. وقال: "نحن لا نحيي فقط مهرجانًا، بل نؤكد على حضارة، وعلى فن يجمع الليبيين ويعكس تنوعهم وعمقهم الثقافي".
وفي ختام حديثه، وجه أحمد دعوب رسالة إلى جمهور المالوف قائلاً: "نأمل من محبي هذا الفن أن يتضامنوا مع المهرجان، ويشرفونا بالحضور والتفاعل، لأن المالوف ليس فقط تراثًا، بل هو رسالة أصالة وانتماء يجب أن نحافظ عليها وننقلها للأجيال القادمة".
وال ..