مخاطر عدة على رأسها الإنسان تتهدد محمية الشعافين المصنفة في شبكة اليونسكو للمحميات .
نشر بتاريخ:
طرابلس 01 مايو 2025 – (وال) - تلعب محمية الشعافين الطبيعية إلى جانب العديد من المحميات في ربوع بلادنا دورا كبيرا في الحفاظ على التنوع البيولوجي إلا أن التغيرات المناخية والجفاف الناتج عن نقص الأمطار، واستهتار المواطنين والمتنزهين على حد سواء، من خلال الرعي الجائر غير القانوني، وعدم اتباع إجراءات السلامة، باتت تهدد مستقبل هذه الموارد الطبيعية الهامة.
ورأى مدير محمية الشعافين، حسين أبو سيف، في هذا الصدد، ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات والاستعدادات للحفاظ على هذه المحمية الطبيعية وتجنب نشوب الحرائق مع اقتراب فصل الصيف.
وأضاف أبو سيف في مقابلة مع وكالة الأنباء الليبية أن إمكانيات إطفاء الحرائق غير متوفرة مشيرا إلى أهمية تحديد تواريخ القفل والفتح وفقا لحالة الطقس ومنع فتح المحمية عند ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي تعمل إدارة المحمية على فتحها للجمهور لأجل التنزه خلال شهري يناير وفبراير عندما يكون الجو لطيفا وسرعة الرياح منخفضة لكي لا تساعد على انتشار النيران بشكل لا يمكن السيطرة عليها، مشيرا إلى أن قرارا القفل يتم اتخاذه بالتشاور مع إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة.
وتغطي محمية الشعافين التي تقع بالقرب من مدينة مسلاتة (حوالي 100 كلم شرق العاصمة طرابلس)، مساحة 500 هكتار مسيجة ومسجل في التسجيل العقاري، عام 1978، وتتميز بمرتفعات جبلية عالية ووديان عميقة وغطاء نباتي كثيف متكون من أنواع عديدة من الأشجار مثل الصنوبر، الخروب، والنباتات العطرية منها الصدر – البطوم، الجداري، الحلاب العوسج، الرتم، الزعتر، الإكليل، الفيجل، عشبة الأرنب وغيرها.
وأرجع أبو سيف أسباب اندلاع الحرائق أسباب نشوب الحرائق إلى المواطنين الذين يأتون للتخييم والتنزه إلا أنهم يقومون بإشعال النار لغرض الطهي ولا يهتمون لإجراءات السلامة.
وأكد أن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض وانحسار الأمطار، كلها عوامل تهدد هذه المحمية الطبيعية وغيرها من المحميات في ليبيا داعيا الجهات المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية للتعامل مع هذا الوضع من خلال حفر بعض الآبار وترشيد المواطنين باتباع إجراءات السلامة عند التخييم والتنزه.
وأوضح أبو سيف أن النظام البيئي لمحمية الشعافين يُعتبر موطنا لأكثر من 368 نوعا من النباتات البرية والعطرية والطبية وملجأ لحوالي 20 نوعا من النديات بالإضافة إلى أنواع من الزواحف والطيور والحشرات التي لا تزال قيد الدراسة. كما يشاهد في المنطقة أعداد كبيرة من الأرنب البري، السلحفاة الجبلية، القنفذ، ابن آوى، الضبع، صيد الليل، وغيرها.
وأكد أبوسيف أن إدارة المحمية تنظم سنويا حملات للتشجير لتعويض الفاقد والحفاظ على الغطاء النباتي ومنع انحساره، إلا أنه اشتكى من التصرفات غير المسؤولة للمواطنين ومخالفتهم للقوانين النافذة من خلال الرعي الجائر وقطع الأشجار، وللمتنزهين الذين لا يُحافظون على أماكن التخييم ويتركون مخلفاتهم وخاصة القوارير البلاستيكية الفارغة التي تشكل سببا رئيسيا لاشتعال النيران عندما تنعكس عليها أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف.
وتزوّد منطقة الشعافين طلاب الجامعات الفاعلين في مجالي صون التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة بمنبر طبيعي مفتوح لإجراء البحوث وتلقّي التدريب، ويقطنها 65 ألف نسمة معظمهم يكسبون رزقهم من السبل التقليدية للزراعة المستدامة وجمع الأخشاب وتربية النحل. كما تشتهر هذه المنطقة بجودة زيت الزيتون المنتج من مزارعها.
وكان برنامج "الإنسان والمحيط الحيوي" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أدرج، محمية الشعافين الليبية في شبكته العالمية لمحميات المحيط الحيوي في سبتمبر 2021.
وصنفت اليونسكو المحمية بأن "منطقتها الجبلية الجغرافية الحيوية في حوض البحر المتوسط تضم مجموعة متنوعة من الموائل الداعمة للأحراج الجافة والسهوب العشبية في الشمال والمناطق الجنوبية القاحلة جدا في الصحراء الكبرى"، إلى جانب كونها "موطنا للأصناف النادرة والمهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات".
حوار: ساسية اعميد – أميرة التومي.
(وال) ..