افتتاح فعاليات الدورة الـ51 لمعرض طرابلس الدولي بمشاركة 500 شركة من 30 دولة

طرابلس 21 أبريل 2025 (وال) - افتتحت مساء اليوم الاثنين فعاليات الدورة الـ51 لمعرض طرابلس الدولي، بمشاركة واسعة ضمّت قرابة 500 شركة محلية وأجنبية من 30 دولة، في حدث اقتصادي بارز يُجسد حيوية الاقتصاد الليبي وانفتاحه المتزايد على العالم.

وحضر مراسم الافتتاح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة، والسفراء، ووكلاء الوزارات، وممثلي الشركات المشاركة، وشخصيات اقتصادية ودبلوماسية من داخل ليبيا وخارجها.

ووصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة المعرض بأنه علامة فارقة في التاريخ الاقتصادي والثقافي الليبي، ومؤشر على توجّه الدولة نحو الانفتاح والتكامل مع الاقتصاد الإقليمي والدولي.

وقال الدبيبة في كلمته بافتتاح المعرض إن حكومة الوحدة الوطنية عملت منذ تسلّم مهامها على إعادة الاعتبار للمعرض واسترجاع 100% من ممتلكاته وأراضيه العامة بالقانون، مؤكدًا أن هذا الصرح يُعد جزءًا من الهوية الاقتصادية والثقافية للبلاد.

وأضاف أن الحكومة لا تنظر إلى المعارض كمناسبات فقط، بل كـ"أدوات للتنمية والاستثمار"، مشيرًا إلى إعادة هيكلة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، والبدء في تنفيذ مشروع "مركز طرابلس للمعارض والمؤتمرات"، الذي يُخطط له أن يكون من أكبر مراكز المعارض في شمال إفريقيا، بمعايير دولية ومساحات حديثة وتقنيات متطورة.

وأوضح الدبيبة أن المعرض يشهد هذا العام مشاركة  500 شركة من 30 دولة، ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة بالسوق الليبي، ويؤكد أن ليبيا بدأت تعود بقوة إلى خارطة التجارة والاستثمار في المنطقة.

كما أشار إلى أن ليبيا تملك مقومات حقيقية لتصبح مركزًا اقتصاديًا إقليميًا ودوليًا، وأن هذه الطموحات ليست مجرد رؤى، بل مدعومة بخطط عمل وأرقام حقيقية؛ من بينها ارتفاع عدد التراخيص التجارية بنسبة 42% خلال العام الماضي، وعودة دورية للمعارض والملتقيات الاقتصادية لأول مرة منذ أكثر من عقد، إضافة إلى ارتفاع عدد زوار المعرض بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي.

وختم الدبيبة كلمته بالتأكيد على التزام الحكومة بمسار السلام الدائم والتنمية المستدامة، وبناء دولة مدنية قوية، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا شركاء في بناء "ليبيا الجديدة" المزدهرة والآمنة.

من جانبه، أكد وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج أن معرض طرابلس الدولي يمثل ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الليبي وتعزيز الحراك التجاري والاستثماري، مشيدًا بالجهود الوطنية التي تُبذل لتحويل أرض المعارض إلى صرح اقتصادي متكامل يسهم في التنمية المستدامة.

وكشف الوزير عن قفزة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي، الذي ارتفع من 135 مليار دولار في عام 2020 إلى 420 مليار دولار في 2025، وفق إحصائيات وزارة التخطيط، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص يساهم بـ224 مليار دولار من هذا الناتج، وهو ما وصفه بـ"نهضة اقتصادية حقيقية".

وأكد أن ليبيا، بما تمتلكه من موقع استراتيجي وموارد نادرة، قادرة على أن تصبح مركزًا اقتصاديًا إقليميًا وعالميًا، لافتًا إلى أن استمرار تنظيم المعرض لأكثر من 50 دورة يعكس إيمان الدولة العميق بـ"قوة الشراكة الاقتصادية وأهمية الاقتصاد كركيزة للسلام والاستقرار والتنمية".

وختم الوزير بالإشارة إلى أن وزارة الاقتصاد والتجارة مستمرة في تقديم التسهيلات والدعم الكامل للقطاع الخاص، بما يعزز النشاط التجاري والاستثماري في البلاد.

وشهدت مراسم الافتتاح عرضًا فنيًا مبهرًا، تخلله إسقاطات ضوئية وألعاب نارية، وسط أجواء احتفالية لاقت إعجاب الحضور.

..(وال)..