عميد بلدية زلطن الزايرة المقطوف لـ (وال) : أسعى أن يكون انتخابي دافعا لمشاركة المرأة الليبية في العمل السياسي وصنع القرار
نشر بتاريخ:
متابعة وحوار: أميرة التومي – محمد الزرقاني
تصوير : فتحي شلفيط
طرابلس 20 فبراير 2025 م (وال) – أكد الأكاديمي الليبي، مصطفى التير أن المساواة بين المرأة والرجل مسألة أساسية لتقدم الشعوب مع وجود احترام خاص للمرأة.
ولاحظ " التير " في مداخلة له في الحوارية التي أقامتها جامعة طرابلس اليوم الخميس لتكريم عميد بلدية زلطن (130 كلم غرب طرابلس)، الزايرة الفيتوري المقطوف، تحت عنوان (تمكين المرأة من المشاركة في تولي المناصب القيادية في المجتمع بين الرفض والقبول)، أن المجتمع في حاجة ماسة اليوم إلى تغيير الأدمغة لأن تمكين المرأة سجل تقهقرا ملحوظا عن ستينيات القرن الماضي مشيرا إلى أن التعليم لم يُغير الكثير من العقليات.
وأكد التير أن وجود المرأة إلى جانب الرجل في مختلف المناصب ومشاركتها في قيادة مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص من شأنه أن يرتقي بالجهود المبذولة لتحقيق التنمية وبناء الدولة الحديثة مشيرا إلى أنه سيعكف على دراسة الخلفيات التي نجحت من خلالها هذه المرأة الليبية، الزايرة الفيتوري المقطوف، في الوصول إلى منصب عميد بلدية زلطن
غير أن الأكاديمي الليبي أكد في هذا السياق أنه لا يرى مستقبلا للانتقال الديمقراطي في ليبيا بدون أحزاب سياسية فاعلة على الأرض تتوفر على قواعد شعبية عريضة.
بدورها عبرت عميد بلدية زلطن، الزايرة الفيتوري المقطوف، عن سعادتها بهذا التكريم الذي جاء من مؤسسة أكاديمية عريقة، جامعة طرابلس، واعتبرته تكريما لأهالي زلطن الذين انتخبوها ولكافة سيدات ليبيا ، معتبرة أن انتخابها سيكون سنة لتحقيق طموحات المرأة الليبية في العمل السياسي ومشاركتها في صنع القرار من خلال المناصب القيادية بهدف بناء مجتمع قوي قادر على الفعل والعطاء.
وقالت في تصريح حصري لوكالة الأنباء الليبية إن من أكثر العوائق التي واجهتها في الفترة الأخيرة هي الحالة الأمنية التي تمر بها البلاد وتخوف الأهالي من تعرضها للخطف بعد انتخابها ، غير أنها أكدت أن مدينة زلطن الحدودية تتميز بقدر كبير من الاستقرار الأمني ما ساهم في زرع الثقة بين السكان إلى جانب العلاقات الاجتماعية الكبيرة والمتشابكة التي ساعدت على النجاح.
وأضافت أن المجلس البلدي في زلطن يحظى اليوم بتأييد كبير من أهالي المدينة مؤكدة أنها تطمح إلى تحقيق نجاحات كبيرة على المستوى المحلي والوطني وأن يكون انتخابها قدوة لكل النساء الليبيات للانخراط في العمل المجتمعي والعمل السياسي وأن تكون تجربتها تجربة ناجحة تسجل في تاريخ المرأة الليبية.
وتابعت أن بلدية زلطن تواجه الكثير من التحديات على رأسها شح المياه الصالحة للشرب وتطوير المنظومة الصحية وتحتاج إلى بناء طرقات وصيانة الطرقات المتهالكة ، مبينة أنها ستسعى إلى توفير المياه الصالحة للشرب لأهالي مدينة زلطن وستبدأ بدعم من وزارة الحكم المحلي بصيانة محطة التحلية المتوقفة عن العمل منذ عدة سنوات، مشيرة إلى أن هذا المشروع تحت الدراسة الآن.
واستطردت أن المجلس البلدي سيحاول الاستفادة من الموارد الطبيعية للمدينة خاصة إعادة تأهيل غابة زلطن المهملة منذ عدة سنوات بعد أن تعرضت للرعي الجائر وقطع الأشجار وتحويل أجزاء منها إلى مكب للقمامة.
وأعلنت في هذا الصدد أن المجلس البلدي سيطلق حملة تشجير شاملة للغابة بالتعاون مع وزارة الزراعة وحرس الغابات وقطاع التعليم والحرس البلدي والمتطوعين من الشباب وتجميع القمامة ونقلها كخطوة تمهيدية لبناء منتزه للعائلات في الغابة ولتكون مقصدا للزوار من مختلف المناطق الليبية.
من جانبها شددت عضو هيئة التدريس – قسم الفلسفة، سالمة عبد الجبار على أهمية تأصيل مبدأ انتخاب مرأة ليبية عميدة لبلدية زلطن، في المجتمع الليبي.
وقالت إن فكرة الوعي في المجتمع الليبي ليست وليدة اليوم وإن نضال المرأة الليبية على مر العصور أفرز عناصر نسائية حققت نجاحات في مختلف حقول العمل ومن ضمنها العمل السياسي ، مشيرة إلى وجود بعض حالات الرفض لتمكين المرأة التي تستند إلى أفكار لا أساس لها.
وأضافت في هذا الصدد إن الإسلام أكد على مكانة المرأة وعلى أهمية دورها في بناء الأسرة والتنمية الاجتماعية وعلى مشاركتها في النهوض بالمجتمع مستشهدة بسورة (النساء) في القرآن الكريم ، داعية أهل العلم إلى ضرورة العمل على تغيير العقول والأدمغة وتمكين المرأة الليبية التي أثبتت أهليتها وتفوقها في قيادة المؤسسات والإسهام في تحقيق التنمية وبناء الدولة.
وأضافت عبد الجبار في تصريح لـ (وال) أن مسيرة المرأة ليست وليدة اللحظة وإنما هي نتاج لتاريخ طويل من النضال الاجتماعي لعبت فيه المرأة دورًا محوريًا في معارك تاريخية ضد الاستعمار وكافحت ضد الجهل والتخلف.
وأكدت أن مشاركة المرأة لم تقتصر على ميادين محددة، وإنما شملت التربية والتعليم والصحة والعمل السياسي، ملاحظة أنه رغم التحديات التي تواجهها المرأة في الفترة الحالية، إلا أن العام 2011 مثل نقطة تحول جديدة، وقدرت أنه من الصعب تقييم الوضع الحالي بدقة نظرًا لعدم استقرار ملامح الدولة حتى الآن.
ورأت الأكاديمية الليبية أن الدور الإنساني للمرأة الذي تجسد عبر مراحل التاريخ لا يمكن تجاهله، ما يستدعي تعزيز التواصل بين الأجيال والاستفادة من الإرث التاريخي لتعزيز حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع.
من ناحيته قال عميد كلية الآداب واللغات، جمال الجازوي، إن تكريم الزايرة المقطوف، التي تم انتخابها عميدًا لبلدية زلطن، من قبل جامعة طرابلس، تشجيع للمرأة الليبية لتقلد مختلف المناصب ومشاركة الرجل في كافة الميادين ، مؤكدا أن انتخاب المقطوف يمثل نموذجًا يُحتذى به للمرأة الليبية التي أثبتت قدرتها على الوصول إلى أعلى المستويات في مجالات متعددة، في القضاء والإدارة التنفيذية والسياسية وهو ما يعكس تقدمًا ملحوظًا في المسيرة الديمقراطية في البلاد.
وأوضح الجازوي بالمناسبة أن كلية الآداب واللغات تضم مكتبًا خاصًا بتمكين المرأة ما يعكس أهمية دور المرأة في العملية التعليمية مشيرا إلى أن نسبة أعضاء هيئة التدريس في الكلية تصل إلى 70%، ما يعد إنجازًا يفتخر به.
وشددا الجازوي على أهمية دعم المجتمع للمرأة في المواقع القيادية، مشيرًا إلى القبول المتزايد لدور المرأة التي أضحت تمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
(وال)