Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

( وال – الانباء الليبية ) : عودة العواصف الغبارية وزحف الرمال على طرابلس جراء تدمير الطوق الأخضر للعاصمة

نشر بتاريخ:

متابعة - ساسية اعميد

طرابلس 13 يناير 2025 م (وال- الأنباء الليبية) - واجهت العاصمة طرابلس خلال الـ 15 عاما الماضية تحديات بيئية خطيرة تمثلت في اعتداء شرس على الغابات المحيطة بها المعروفة محليا بـ (البوسكوات)، أسفر عن اقتلاع آلاف الأشجار لتنبت مكانها هياكل ضخمة من الإسمنت والحديد المسلح.

بدأت الهجمة الشرسة على الطوق الأخضر المحيط بطرابلس بشكل غير مسبوق بداية من الفوضى الأمنية التي انزلقت إليها البلاد عام 2011 حيث سطا أفراد ومجموعات على رئة العاصمة لحساب التوسع العمراني العشوائي الذي سببه تعطل المشاريع الإسكانية العامة لأكثر من 20 عاما ونزوح آلاف العائلات الليبية من مدنها وقراها إلى العاصمة جراء الحروب والنزاعات التي عاشتها البلاد، وتحولت أشجار الغابات التي يعود غرس معظمها إلى بدايات القرن الماضي إلى حطب وفحم طبيعي استهلك محليا وتم تصدير الفائض الهائل منه إلى تونس جراء انهيار قيمة صرف الدينار الليبي المستمر إلى اليوم.

وقال مدير الإدارة الفنية للمنظمة الليبية للبيئة والمناخ، محمد نشوان، لـ (وال - الأنباء الليبية) إن الغابات التي كانت قريبة من العاصمة طرابلس، الممتدة من النقيزة شرقا إلى بوابة الـ 27 غربا، تعرضت إلى عمليات تدمير واسعة خاصة خلال السنوات الست الأولى التي أعقبت انتفاضة 2011، طالت آلاف الهكتارات من الأشجار التي كانت تمنع زحف الرمال وتحد من العواصف الغبارية على العاصمة، خاصة الغابات القائمة على امتداد طريق المطار والعديد من الغابات جنوب وشرق طرابلس.

ولاحظ نشوان أن الأوضاع استمرت في التدهور سنوات طويلة ولم نشهد أية جهود لإعادة التشجير وتعويض المساحات المدمرة باستثناء مبادرة أطلقتها السلطات المعنية السنة الماضية لإعادة تشجير طريق المطار غير أن وصول الأشجار من دولة أخرى في غير الموسم المناسب للغرس وشح المياه لم يكتب لهذه المبادرة النجاح التام وماتت معظم الأشجار.

ووجه مدير الشؤون الإدارية بالمنظمة الليبية للبيئة والمناخ، عبّد القادر اللافي، نداء من خلال منبر (وكالة الأنباء الليبية) إلى السلطات المعنية بدعم كافة المبادرات الوطنية ومنها مبادرة غرس 100 مليون شجرة.

وقال إن منظمته " توصي بدعم جميع المبادرات الوطنية خاصة مبادرة غرس 100 مليون شجرة التي انطلقت من لجنه التنمية المستدامة بوزارة التخطيط وشاركت المنظمة في إعداد خطتها ورسم آلياتها".

وكشف اللافي عن مبادرة للمنظمة الليبية للبيئة والمناخ لإقامة مهبط للطيران العمودي للمشاركة مع هيئة السلامة الوطنية والمجلس البلدي مسلاته والمجلس البلدي الخمس في مراقبة وحماية المساحات المغروسة في إطار مبادرة الحزام الاخضر التي تكفلت بها لجنة مكافحة التصحر مشيرا إلى أن المنظمة تعتمد على التبرعات والمساعدات وعلى الجهود التطوعية.

وفي رده عن سؤال لمراسلة ( وال - الأنباء الليبية) حول حملات التشجير وكيفية التحول إلى الاقتصاد الأخضر قال اللافي إن التحول إلى الاقتصاد الأخضر يتم عن طريق تطبيق استراتيجية التخفيض والتكييف التي يدعمها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والوكالة الألمانية للتنمية وتخص جميع المشاريع الصديقة للبيئة منها مشاريع إعادة التدوير للمحافظة على البيئة ومجابهة التصحر.

وأكد اللافي في ختام تصريحه أن الاهتمام بالاقتصاد الأخضر ينعكس مباشرة على ما يُعرف بالاقتصاد الأزرق المتعلق بحماية المحيطات والبحار من التلوث.

يُذكر أن طوق طرابلس، الحزام الأخضر الذي كان يُحيط بالعاصمة، ويهدف إلى مواجهة التحديات البيئية وتغير المناخ في ليبيا، يبلغ طوله حوالي 200 كيلومتر، بمحاذاة الساحل الغربي، ويمتد من طرابلس إلى مدينة مصراته شرقاً وساهم في وقف زحف رمال الصحراء نحو العاصمة إلا أن هذا الحزام الحيوي تآكل منذ عام 2011، وجُرف مُعظمه، بسبب قطع الأشجار والسطو على الأراضي في غياب مؤسسات الدولة الضبطية وانتشار الفوضى واستشراء الفساد.

 (وال)