Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

تقرير : الاقتصاد الأوروبي قد يزداد انكماشا مع عودة ترامب للبيت الأبيض .

نشر بتاريخ:

اعداد : على اشعيب

لندن 05 يناير 2025 م (وال)- كشفت دوائر سياسية واقتصادية مختصة أن اقتصاد أكثر دول الاتحاد الأوروبي ودع العام 2024 المنصرم، وهو يعاني أزمة انكماش ، وارتفاع نسبة الدين العام مقارنة بالناتج المحلي ، الى جانب المخاوف التي نجمت عن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" أثناء حملته الانتخابية بفرض ضرائب وتعريفات جمركية على الصادرات الأوروبية إلى أمريكا ، ولم يبق سوى أيام على عودته سيدا للبيت الأبيض.

فألمانيا التي تمتعت بفترة استقرار طويلة حكمت فيها "أنجيلا ميركل" 16 سنة، كان اقتصادها أنقذ أكثر من دولة عضو بالاتحاد الأوروبي من الإفلاس والانهيار ؛ صار هذا الاقتصاد الأقوى في العالم يعاني انكماشا بنسبة ( 0.3% ) وبلغ الدين العام بنهاية العام (66% ) واضطرب الاستقرار لدرجة انهار ائتلافها الحكومي مؤخرا، وخسر "أولاف شولتس" التصويت على حجب الثقة في البرلمان ما يعني التوجه الى انتخابات تشريعية مبكرة .

أما إيطاليا التي غيرت خلال 16 عاما ، فترة حكم "ميركل" ألمانيا ، 10 حكومات هي اليوم – حسب صحيفة فايننشال تايمز– قطاعها الصناعي يعاني (مشكلات كبرى وخطيرة) ، وديون إيطاليا التي تفوق نظرائها في الاتحاد الأوروبي، تجعلها أكثر عرضة للتأثر بالصدمات الخارجية ، مقارنة بالبلدان الأخرى . . أما ديونها فقدرت مصادر أن تبلغ نسبة عالية جدا من الناتج المحلي بنهاية 2024 ، اذ تصل الى ( 3 ) تريليونات يورو.

لكن البنك التجاري العالمي بفرانكفورت الألمانية قال ان الاقتصاد الإيطالي ما بين عامي 2019 و 2024 ب سجل نموا ، بما يعادل نصف الاقتصاد الفرنسي ، وخمسة أضعاف الاقتصاد الألماني .

وقدرت المفوضية الأوروبية أن تبلغ التدفقات المالية القادمة من الاتحاد الأوروبي للاستثمار في إيطاليا برئاسة زعيمة حزب اخوة إيطاليا "جورجيا ميلوني" نحو ( 200 ) مليار يورو بقدوم عام 2026.

وذكرت وكالة أنباء "رويترز" : أن الضعف الهيكلي في الاقتصاد الإيطالي سيبدأ مرة أخرى في الظهور، وسيستمر الدين العام في الارتفاع خلال العام الجديد 2025 .

وفي بريطانيا ، تواجه حكومة حزب العمال بقيادة "سير كير ستارمر" انتقادات حادة لعدم قدرتها على الايفاء بتعهداتها المضمنة في "مانيفيستو" برنامجها لانتخابات يوليو 2024 في شأن تحسين الأوضاع الاقتصادية والحد من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع إلى جانب استمرار تدني الخدمات الصحية بشكل كبير والعجز في الميزانية البالغ ( 22 ) مليار جنيه استرليني ما أدى الى فرض ضرائب ووجهت باحتجاجات غاضبة واعتصامات أمام برلمان ويستمنستر.

وأفاد متحدث بمقر رئاسة الحكومة في 10 داوننغ ستريت، الأسبوع الماضي، أن محادثة هاتفية جرت بين "ستارمر" وبين الرئيس الأمريكي المقبل "دونالد ترامب" أثيرت خلالها الرغبة في تجنيب بريطانيا التعريفات الجمركية التي ينوي " ترامب " فرضها على دول الاتحاد الأوروبي الذي غادرته بريطانيا (ببريكست) منذ مدة .

 أما الوضع في فرنسا فهو أشد تعقيدا اذ وصل الدين العام مقارنة بالناتج المحلي الى نسبة تجاوزت الـ ( 100) % ؛ وعجز كبير في ميزانية الدولة ، وعدم القدرة على تشكيل حكومة تعتمدها الجمعية الوطنية "البرلمان" بسبب توسع شقة الخلاف، وازدياد الصراع بين الأحزاب المتصارعة ، وهو الصراع الذي قد يجبر الرئيس "امانويل ماكرون" على تقديم استقالته.

أما في إسبانيا فالأمر مختلف كليا ، فقد أكدت وكالة أنباء "رويترز" ان إسبانيا نجحت في تحقيق نمو ، يتجاوز ( 4 ) أضعاف نمو إيطاليا إذ من المتوقع أن يصل نمو ناتجها الإجمالي في نهاية 2024 المنصرم إلى ( 3% ).

ونقلت "رويترز" على قسم البحوث الأوروبية "أوكسفورد ايكونوميكس" ورئيسه القول إ ان لدى مدريد القدرة على جذب المهاجرين غير الشرعيين ودمجهم في اقتصادها ، على عكس إيطاليا التي يهاجر شبابها تاركين البلاد . . بالإضافة إلى تمكن اسبانيا من تحديث بنيتها التحتية في العقدين الأخيرين مع توفير ضمان اجتماعي مناسب جدا).

 (وال)