محرر الشؤون المحلية بـ (وال) : الليبيون مطالبون اليوم بالمحافظة على الاستقلال والسيادة ، والاشتراك جميعا في بناء ليبيا الواحدة الموحدة .
نشر بتاريخ:طرابلس 23 ديسمبر 2024 م (وال) – يحيى الشعب الليبي غدا الثلاثاء الذكرى الـ ( 73 ) للاستقلال ، الذي جاء تتويجا لنضال الليبيين من أجل نيل الحرية بعد عقود من الاحتلال الإيطالي للبلاد الذي وطئت أقدامه الأراضي الليبية في العام 1911م.
ففي مثل هذا اليوم 24 ديسمبر من العام 1951، أعلن الملك الراحل " إدريس السنوسي " من شرفة قصر " المنار" ببنغازي استقلال ليبيا لتصبح بذلك دولة مستقلة ذات سيادة تتمتع بالحكم الديمقراطي تحت مظلة الدستور ، وذلك بعد سنوات طويلة من هيمنة الاستعمار والحروب والصراعات الأجنبية لبسط النفوذ على تراب هذا الوطن، ومحاولة تقاسم أراضيه تحت ذريعة الوصاية فجاءت مساعي المناضلين الليبيين لإحباط محاولات التقسيم مدافعين عن قضيتهم وحقهم في الاستقلال كدولة موحدة، وتجلت المساعي الحميدة في إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (289) بإعلان استقلال ليبيا.
وخاطب الملك الراحل " إدريس السنوسي " الشعب الليبي قائلاً ( إلى شعبنا الكريم: يسرنا أن نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949 م، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة وإنا لنبتهل إلى المولى بأخلص الشكر وأجمل الحمد على نعمائه، ونوجه إلى الأمة الليبية أخلص التهاني بمناسبة هذا الحدث التاريخي السعيد، ونعلن رسمياً أن ليبيا منذ اليوم أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، ونتخذ لأنفسنا من الان فصاعداً لقب صاحب الجلالة ملك المملكة الليبية المتحدة، ونشعر أيضاً بأعظم الاغتباط لبداية العمل منذ الان بدستور البلاد كما وضعته وأصدرته الجمعية الوطنية في 6 محرم سنة 1371 ه/ 7 أكتوبر 1951 م، وإنه لمن أعز أمانينا كما تعرفون أن تحيا البلاد حياة دستورية صحيحة، وسنمارس من اليوم سلطاتنا وفقاً لهذا الدستور، ونحن نعاهد الله في الفترة الخطيرة التي تجتازها البلاد أن نبذل كل جهدنا حتى تحتل بلادنا العزيزة المكان اللائق بها بين الأمم الحرة. وعلينا جميعاً أن نحتفظ بما اكتسبناه بثمن غالٍ، وأن ننقله بكل حرص وأمانة إلى أجيالنا القادمة ) .
وإذ يستذكر الليبيون اليوم هذه المناسبة يأملون في أن يعي أبناء الوطن وفي مقدمتهم قياداته ونخبه أهمية المحافظة على هذا المنجز الوطني ، الذي ما كان ليتحقق لولا تضحيات ونضال الآباء والاجداد لطرد المستعمرين وتحرير الوطن ، والعمل بمسؤولية وروح وطنية واحدة على إزالة الغبن والمآسي والأحزان التي عانى منها الشعب الليبي، في ظل براثن وقمع المحتلين .
أن الليبيين المحبين للحياة بعزة وكرامة لن يرضوا اليوم بالتفريط في استقلال وسيادة بلدهم على أرضها وبحرها وسمائها ، ولن يتنازلوا عن شبر واحد من هذه الأرض التي دفع ابائهم واجدادهم التضحيات والدماء للعيش في وطن واحد مستقل ، يحملون الجميع ، وخاصة من يتصدرون اليوم القيادة المسؤولية الكاملة ، ويطالبونهم بنبذ الفرقة والخلافات والمصالح الشخصية والجهوية ، وتوحيد صفوفهم وجبهاتهم ، والاشتراك جميعًا في بناء ليبيا الواحدة الموحدة .
(وال)