Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

( متابعة وال – الانباء الليبية ) : حوارية رئاسية للتفاكر حول الهجرة عبر المتوسط واستشراف حلول واقعية.

نشر بتاريخ:

طرابلس 17 يوليو 2024 م (وال ) - دعا رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، إلى أن ترتكز الحلول المتعلقة بملف الهجرة غير الشرعية على الشباب الذين يسعون إلى فرص أحسن من الأوضاع الصعبة التي يواجهونها في بلدانهم، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يستطيع تقديم الحلول لأزمة الهجرة بالاستثمار الحقيقي في دول المصدر ودول العبور.

وأضاف أبيلا في مداخلة له في حوارية رئاسية جرت اليوم الأربعاء على خلفية منتدى الهجرة عبر المتوسط الذي تستضيفه العاصمة طرابلس، أن هؤلاء الشباب مضطرون إلى التحرك نظرا لكونهم لا يرون أي مستقبل اقتصادي في بلدانهم ويعانون من الفقر والجوع ويستسلمون للعصابات الإجرامية وعصابات الاتجار بالبشر التي تكتسب من معاناتهم.

وشدد في هذا الصدد على ضرورة أن تستثمر دول الاتحاد الأوروبي في دول المصدر ودول العبور لزرع الأمل والدفع باتجاه التنمية الاقتصادية وخلق الفرص في تلك الدول وفي دول شمال افريقيا، وعلى ضرورة أن تُراعي جميع الدول المعنية الجوانب الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان عند التعاطي مع هذه الظاهرة.

وقال إن مالطا على سبيل المثال في حاجة إلى العمالة بسبب النهضة التي تشهدها ومن المهم فتح المجال أمام المهاجرين الذين يتمتعون بالمهارات لكن بصورة منظمة تحفظ حقوقهم واحترام قوانين الدولة المضيفة.

واستطرد أبيلا قائلا: لا بد أن تناقش هذه الظاهرة بين كافة الدول المعنية، دول المصدر والعبور والمقصد، ومفوضية الاتحاد الأوروبي، لتقديم أفضل الحلول"، مؤكدا أن الحلول الوقتية التي جرى تبنيها حتى الآن لم تُؤد إلى أي نتيجة تُذكر.

وأشار أبيلا إلى أن هذه الأزمة تبدأ في دول المصدر بسبب النزاعات والحروب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تدفع الشباب إلى التحرك إلى الدول الأخرى ما يشكل تحديا لدول العبور ودول المقصد من حيث توفير الرعاية الصحية والخدمات داعيا إلى التركيز على الجانب الإنساني والنظر إلى الفئات الأكثر ضعفا، الأطفال والنساء.

وأعرب رئيس الوزراء المالطي بالمناسبة عن تقدير بلاده لتعاون ليبيا في حلحلة ملف هذه الظاهرة ومساهمتها الكبيرة في جهود إنقاذ حياة الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في البحر.

وقال رئيس الوزراء التونسي، أحمد الحشاني، إن بلاده بذلت جهودا كبيرة في التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية منذ بدء الأزمة في ليبيا لكنها لا يمكنها أن تكون دولة عبور واستقطاب.

وأضاف أن أسباب ظاهرة الهجرة غير الشرعية متعددة ومعقدة منها، التغيرات المناخية والأوضاع الاقتصادية السيئة والفقر والنزاعات والحروب، وهي تتعلق بأشخاص يرغبون في التحرك من الجنوب إلى الشمال بحثا عن أوضاع معيشية أفضل.

واستطرد أن بلاده بذلت جهودا كبيرة لإدارة موجات الهجرة مشيرا إلى أنه يتحدث عن تحرك حوالي مليوني مهاجر من جميع الجنسيات، أغلبهم من دول جنوب الصحراء، مؤكدا أن بلاده تعمل على إدارة هذه الظاهرة بدون أي تمويل يُذكر على حساب ميزانيتها العامة.

وشدد الحشاني على أن بلاده لا تتعامل مع هذه الظاهرة على أساس عنصري مؤكدا أن تونس ليست دولة عنصرية وفخورة بانتمائها الأفريقي، وهي بلد قانون وديمقراطية ولا أحد فوق القانون، وتعمل بكل جهد لاحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، حسب قوله.

وشدد رئيس الوزراء التونسي على أن حل أزمة ظاهرة الهجرة غير الشرعية يجب أن يكون حلا جماعيا بين دول المصدر والعبور والمقصد وان يبدأ بالاستثمار الفعلي في دول المصدر.

من جانبه قال نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، مارقانديس سيناس، إن هذا المنتدى الذي تستضيفه العاصمة طرابلس إنجاز كبير للحكومة الليبية داعيا إلى جلب كافة أصحاب المصلحة للانخراط في إيجاد الحلول الملائمة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وترقية التعاون على المستوى الثنائي ومساعدة شركائنا وتحسين حياة الأشخاص على المستوى الاقتصادي.

ودعا الدبلوماسي الأوروبي إلى تنفيذ ما يشبه خطة مارشال لدول تستحقها ودعم دول العبور.

وأكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في الجزء الثاني من الحوارية الرئاسية أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تؤرق الكثير من الدول والبشر وأن هناك تحركا من الجنوب إلى الشمال عبر بوابة ليبيا في شمال أفريقيا.

ولاحظ الدبيبة أن كثيرا من الدول الأفريقية تواجه أزمات معقدة تعود إلى زمن الاستعمار واستغلال الدول الأفريقية ومواردها واستمرار نهبها إلى اليوم ما اضطر المواطنين في هذه الدول إلى التحرك للبحث عن لقمة العيش عبر طرق خطيرة وصعبة عند عبور الصحراء أو ركوب البحر على متن قوارب متهالكة تنتهي معظمها بالموت.

وأضاف الدبيبة أن ليبيا وجدت نفسها محشورة بين ضغط بشري قادم من الجنوب وعمليات صد من الشمال مشيرا إلى أن المقاربات الحالية فشلت حيث تستخدم أوروبا كل الوسائل المتاحة لصد المهاجرين الذين يقضي معظمهم في البحر.

واستطرد أن الأموال التي تصرف على الصد وعلى أماكن الاحتجاز منذ عدة سنوات لم تضع حدا لموت المواطنين الأفارقة الذين يسعون إلى بلوغ الضفة الشمالية من المتوسط.

ودعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى ضرورة أن تُوجه هذه الأموال إلى الاستثمار في دول المصدر لبناء مشاريع حقيقية تساعد على الاستقرار وتوقف هذا التدفق البشري الهائل من الجنوب إلى الشمال، مجددا رفض ليبيا أن تكون مكانا لتوطين المهاجرين غير الشرعيين.

كما دعا " الدبيبة " إلى ضرورة البحث عن أدوات تمويل مشاريع التنمية في الدول التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية خطيرة، مشيرا إلى أن الاقتصار على الحل الأمني من الأمور الخطيرة، داعيا إلى تبني رؤية مبنية على حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والشراكة.

وأكد في ختام كلمته بأن إعلان طرابلس المُزمع توقيعه من قبل المشاركين، سيمثل خطوة مهمة نحو تحويل هذه المبادرة إلى إطار عملي يحول هذه الأفكار لمشاريع حقيقية وتنموية.

وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، إن الهجرة غير الشرعية تعتبر أولوية في البحر المتوسط وللدول المطلة عليه، مؤكدة تعزيز بلادها التعاون مع الدول المطلة على المتوسط لمعالجة هذه الظاهرة.

وأضافت أن أزمة الهجرة غير الشرعية لا يمكن حلها إلا بالتوجه إلى دول المصدر والعمل معا على إيجاد الاستثمارات الضرورية لتمكين المهاجرين من الاستقرار في بلدانهم.

ورأت ميلوني وجود فرص كبيرة وكثيرة للاستثمار في أفريقيا التي تتوفر على مصادر هائلة من الطاقة على سبيل المثال يمكن استثمارها وتصدير الفائض منها إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية والمياه والزراعة وغيرها، داعية إلى أهمية اشراك القطاع الخاص في معالجة هذه الظاهرة.

ولاحظت أن ليبيا، بوابة أفريقيا على أوروبا، تعتبر من الأولويات ونسعى إلى تعزيز التعاون معها من خلال تطوير البنية التحتية ورفع القدرات وتدريب الأشخاص لسوق العمل، مشيرة في ذات السياق إلى التعاون بين تونس وروما لمعالجة هذا الملف المزمن.

وأكد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي أن الأفارقة ماتوا ويواصلون الموت في الصحراء والبحر مشيرا إلى أن هذا المنتدى، كي يكون له معنى وينجح، لا بد من قول الحقيقة وطرح السؤال: لماذا الهجرة وماهي أسبابها، وما الذي يدفع الناس إلى الهجرة، وهي الخطوات الأولى للوصول إلى بداية الحل.

وأضاف الرئيس ديبي أن أفريقيا قارة غنية جدا وتتوفر على كل شيء من ثروات طبيعية وموارد بشرية لديها القدرات والامكانيات متسائلا لماذا يرددون أن الدول الأفريقية متخلفة، ولماذا يغادر الأفارقة دولهم ويذهبون وراء حياة أفضل في الشمال؟

وقال:" إن إخوتنا الأفارقة مضطرون إلى مغادرة بلدانهم بسبب الحروب التي شنتها القوى العظمى وأدت إلى هذا التخلف، ولو كانت هناك تنمية وأمان واستقرار لعاش الأفريقي في بلاده بكرامة".

واستطرد الرئيس ديبي قائلا:" توقع والدي إدريس ديبي قبل مدة كل هذه الأزمات والحروب التي نعيشها وأدت إلى مغادرة الأفريقي بلاده مُكرهًا، ولو توفر له الأمن والتنمية لعاش فيها بكرامة".

وأضاف أنه يتعين على دول العبور العمل معا لإيجاد حلول مناسبة لأزمة الهجرة في إطار احترام حقوق الإنسان.

وتوجه الرئيس محمد ديبي من منصة هذه الحوارية الرئاسية عن الهجرة عبر المتوسط بنداء إلى دول شمال أفريقيا التي تضم كثيرا من المهاجرين قائلا": أحدهم قبل قليل قال إنه لا توجد عنصرية ضد المهاجرين، في إشارة على ما يبدو على مداخلة رئيس الوزراء التونسي أحمد الحشاني، لكنني أقول: بل هناك عنصرية" مؤكدا تعرض المهاجرين في دول العبور في شمال أفريقيا إلى إساءات وانتهاكات ولا يعاملون وفق حقوق الإنسان، داعيا المنتدى إلى أن يتحدث عن ذلك بكل شفافية.

يُذكر أن ليبيا تعتبر دولة استقطاب وعبور حيث تستضيف على أرضها ملايين المهاجرين غير الشرعيين، (لا توجد احصائيات رسمية وتتحدث شبه الرسمية على ما بين 3.5 و5 ملايين)، بعضهم، يقيمون على الأراضي الليبية منذ عدة عقود، يعملون في مختلف المجالات، يتقاسمون الخبز والماء والخدمات مع الليبيات والليبيين، ويحولون أموالهم عبر شبكات محلية تعمل مع شبكات نظيرة في معظم العواصم الأفريقية، إلى أهلهم، ولا يفكرون في القفز على الضفة الأخرى من المتوسط، وينتظر آخرون بعشرات الآلاف الفرصة للعبور إلى القارة العجوز.

 

 (وال)