Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

صحيفة الأنباء الليبية : الانقسام السياسي يلقي بظلاله على المشاركة الدولية في النسخة الـ 50 لمعرض طرابلس الدولي

نشر بتاريخ:

طرابلس 22 مايو 2024 م ( وال) - ألقى الانقسام السياسي الذي تعيشه ليبيا واستمرار الأوضاع الأمنية الهشة بظلال ثقيلة على النسخة الخمسين (الذهبية) لمعرض طرابلس الدولي التي انطلقت يوم 15 مايو وتستمر إلى 21 منه من حيث مشاركة الدول الأجنبية التي اقتصرت على 6 دول هي (تونس ومصر وتركيا وإيران والجزائر وأندونيسيا) إلا أن الإيجابي في هذه الدورة تمثل في مشاركة 300 شركة محلية ليبية عرضت منتوجاتها في  مجالات الصناعات الغذائية والحديد والصلب وقطاع الخدمات والمصارف  حسب ما لاحظ فريق لصحيفة الأنباء الليبية تجول يوم الأحد في أجنحة المعرض وأجرى سلسلة من اللقاءات تضمنها تقرير نشرته الصحيفة في عددها اليوم الاربعاء .

وقالت ممثلة الجناح التونسي في معرض طرابلس الدولي، سمية أبوسطعة، إن بلادها تعمل على تدعيم المبادلات التجارية مع ليبيا ووضع استراتيجية لتكوين صناعات مشتركة وشراكات كبيرة بهدف اقتحام الأسواق الخارجية وخاصة السوق الأفريقي، مشيرة إلى أن العامل الجغرافي بين البلدين يسهل الوصول إلى العمق الأفريقي.

وأفادت المسؤولة التونسية أن ليبيا تمثل الشريك الخامس لتونس والمزود السادس لها وأن تحسن الأوضاع الأمنية في ليبيا ساهم في زيادة حجم الحضور التجاري التونسي وافتتاح مجموعة كبيرة من الشركات التونسية في ليبيا ، مذكرة بوجود مجموعة كبيرة من الاستثمارات الليبية القائمة منذ عقود في تونس .

وأضافت أبوسطعة أن حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا تجاوز مليار دينار تونسي في العام 2023 وأن تونس تشارك في هذه النسخة من معرض طرابلس الدولي بـ 12 شركة تنشط في قطاعات مختلفة منها قطاع الصناعات الغذائية والنسيج والكراس المدرسي ومواد التجميل والمنتجات الصحية .

وقالت إن "هناك إقبالاً من الليبيين على جودة منتجاتنا ونحن نحاول تقريب الأسعار نظراً للقرب الجغرافي والثقافي بين البلدين".

يشار إلى أن تونس تتطلع إلى تجاوز حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى 1.6 مليار دولار بحلول عام 2025.

وكان المدير العام لمركز النهوض بالصادرات التونسية مراد بن حسين قال في تصريحات سابقة إن ليبيا تعتبر شريكاً اقتصادياً وتجارياً استراتيجياً لتونس .

من جهته أوضح ممثل الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، المشرف العام على الجناح المصري، أحمد المهدي، أن مصر تشارك للمرة الأولى في النسخة الخمسين لمعرض طرابلس الدولي باعتبارها ضيفة شرف بعد سنوات من الانقطاع جراء الأحداث التي شهدتها ليبيا، مشيراً إلى أن ليبيا كانت ضيفة شرف في معرض القاهرة الدولي الذي أقيم في مارس 2024 .

وأضاف أن مصر تشارك بجناحين، الجناح الدولي ويمثل عرضاً للشركات في تنوع الصناعة المصرية منها النسيج والأجهزة الكهرومنزلية والمفروشات وسبل الإضاءة عن طريق الطاقة الشمسية وقطع الغيار والتعدين والسيارات وسخانات المياه وأجهزة التكييف، في حين يتكون الجناح الثاني من 13 شركة تقوم بالبيع المباشر للجمهور وتتنوع بين المفروشات والملابس والمنتوجات الأخرى.

ولاحظ فريق صحيفة الأنباء الليبية أن من بين أبرز الشركات المصرية في هذه الدورة شركة ( سولارسول ) للطاقة المتخصصة في مجال إنشاء محطات الطاقة الشمسية وصناعة كشافات الإنارة بالطاقة الشمسية .

وأوضح المدير العام للشركة، أيمن نشا، في تصريح لصحيفة الأنباء الليبية أن منتجات ( سولارسول ) تعمل بأعلى ضمانة في الشرق الأوسط تصل إلى 10 سنوات وتتنوع منتجاتها بين كشافات إنارة الشوارع والحدائق والمنتزهات والكشافات الذكية التي تناسب المدن السكنية والمناطق السياحية والترفيهية .

وأشاد نشا بمستوى تنظيم المعرض وإقبال الليبيين عليه بعد أن أشار إلى أن شركة ( سولارسول ) تشارك للمرة الأولى في معرض طرابلس الدولي .

وقال نشا "إن شركتنا تستهدف الدخول الى السوق الليبية لأن ليبيا دولة غنية بالطاقة الشمسية التي تتوفر فيها على مدار العام في الشمال و الشرق و الجنوب وهي فرصة واعدة لاستفادة ليبيا من الطاقة الجديدة والمتجددة والاستغناء عن المحروقات التي تلوث البيئة.

ولفت التقرير إلى أن العلاقات الليبية - المصرية تطوراً ملموساً خلال العامين الماضيين توج بتوقيع اتفاقيات اقتصادية ومذكرات تفاهم بين البلدين.

وتقول بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر إن حجم التبادل التجاري بين ليبيا ومصر تجاوز في عام 2023 ، 1.7 مليار دولار مقابل 1.2 مليار دولار خلال عام 2022، بنسبة ارتفاع بلغت 42 في المائة.

وقالت مديرة قسم المشاريع الخارجية بشركة ( ديسكوفر ) المسؤولة عن تنظيم الجناح التركي في النسخة الخمسين لمعرض طرابلس الدولي إن تركيا تشارك في هذه النسخة بعدة شركات متخصصة في قطاعات الخدمات والملابس والأدوات المكتبية ومواد التنظيف إلى جانب مشاركة مميزة لقطاع المصارف التركي .

وأشارت ولد الشيخ إلى وجود تطور مستمر في العلاقات بين ليبيا وتركيا ترجم إلى زيادة حجم التبادل التجاري وبخاصة في المجالات التي تشمل الطاقة والمال .

وتوقع رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي، مرتضى قرنفل، ارتفاع حجم التجارة المتبادلة بين ليبيا وتركيا إلى 15 مليار دولار في حال قرر البلدان اتخاذ الخطوات المناسبة صوب تحقيق هذا الهدف.

وأضاف في كلمة أمام منتدى مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي أن ليبيا تعد ثاني أكبر سوق للصادرات التركية حيث سجلت 96 مليار دولار قبل عام 2011 إلا أنه أشار إلى تراجع حجم التجارة الثنائية إلى ما بين 4 و 4.5 مليار دولار بسبب انعدام الاستقرار السياسي.

وشارك قطاع الاتصالات في ليبيا في النسخة الخمسين لمعرض طرابلس الدولي بسبع شركات متفرعة متخصصة في تقديم الخدمات لليبيين كل منها حسب تخصصها وهي (المدار، ليبيانا، الـ تي تي، هاتف ليبيا، الدولية ، البنية والجيل) .

وقال المسؤول بقسم المنتجات في شركة الاتصالات القابضة حسن امبارك إن شركتي ليبيانا والمدار تعملان بطاقة كوابل بحرية على غرار جودة شركات الاتصالات الموجودة في ايطاليا وفرنسا وألمانيا وموناكو مبينا أن أغلب الكوابل الأرضية مرت بمراحل صعبة بعد 2011.

وأوضح في هذا الصدد أن الشركة تشهد حاليا نهضة نوعية مع دخول التقنيات الجديدة التي وصلت حديثا ومن المتوقع أن تشهد خدمات الاتصالات، حسب قوله، تحسنا في الجودة خلال السنوات القادمة.

ومن جانبه قال رئيس وحدة مبيعات شركة ليبيانا، علاء يوسف كراوة، إن الشركة لديها مشروع لتطوير الشبكة تحت الإنجاز ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية العام الجاري ما سيمكن الشركة من توفير خدمات الجيل الرابع في كامل ربوع ليبيا.

وأضاف أن وضع شركته أضحى اليوم أفضل بكثير من السنوات الماضية بعد أن استحدثت مركزا لخدمة المواطن وعملت على توفير بطاريات(الليتيوم ) التي تغذي الموقع لفترات طويلة تمتد إلى 12 ساعة لمواجهة أي تذبذب في خدمات الشركة بسبب انقطاع الكهرباء.

وأوضح مشرف وحدة متابعة الوسائط بشركة المدار، محمود زغوان في رده على سؤال حول تذبذب تغطية شركته في بعض المناطق أن سبب ذلك يعود إلى أجهزة التقوية التي يقوم البعض بتركيبها لتعزيز الإشارة إلا أنه أكد أن الشركة استوردت أجهزة رصد وتعمل على إزالتها.

وأضاف أن المدار الجديد لديها تنوع في الخدمات التي توفرها لعملائها منها على سبيل المثال خدمة سداد للدفع الألكتروني، وسحابة المدار(التي ستساهم في الدفع بالحكومة الألكترونية لتقديم خدمات حكومية للمواطنين) ومجموعة الأعمال، وألو ليبيا (خدمة التجوال العالمي التي تمكن المواطن من التواصل مع المشتركين في ليبيا بنفس التسعيرة المحلية)، إلى جانب العمل على توفير خدمات الجيل الرابع +.

يذكر أن فكرة معرض طرابلس الدولي نشأت لأول مرة عام 1926 وانطلقت أولى دوراته عام 1927 بميدان الغزالة بالعاصمة طرابلس، ويظهر ما تحويه المدن الليبية المختلفة من منتوجات زراعية وصناعات تقليدية وثقافات مختلفة، إضافة إلى تسويقه للفنادق والمنشآت.

في العام 1929 أقيمت الدورة الثالثة واستمر المعرض حتى الدورة 13 حيث توقف في العام 1939 قبيل بدء الحرب العالمية الثانية، ليعود ويزاول نشاطه في العام 1962.

(وال)