خاص (وال) - ارتفاع منسوب المياه بزليتن,والأهالي يتخوفون من تأخر الجهات المسؤولة لإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة.
نشر بتاريخ:زليتن 01 فبراير 2024 م ( وال ) - تواجه مدينة زليتن ظاهرة بيئية غريبة بارتفاع منسوب المياه الجوفية واندفاعها إلى أعلى ملحقة أضرارا بالمباني السكنية والمزارع مما أضطر السكان إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا.
وزادت حدة اندفاع المياه إلى سطح الارض هذه الايام ما دفع العائلات المتضررة إلى النزوح من مناطقهم لسلامة أسرهم بعد انتشار الحشرات الضارة الروائح الكريهة نتيجة المستنقعات والبرك التي شكلتها المياه المتدفقة من الأبار .
وتسبح أغلب المنازل في مناطق" رماية" و"المنطرحة "و"النشيع" في برك من المياه التي غمرت أساسات المنازل مسببة تشققات وتصدع للجدران ، وتحولت خزانات الصرف الصحي إلى أبار تفيض منها المياه الملوثة التي شكلت بركا ومسطحات تنتشر فيها الحشرات والبعوض والبكتيريا ، فيما تحولت بعض البرك موطنا للطيور التي وجدت ضالتها فيها.
وتابع مراسل وكالة الأنباء الليبية عمليات شفط المياه المتراكمة من المستنقعات والبرك في المناطق المتضررة، ولاحظ استمرار اندفاع المياه من الآبار مشكلة بركا ومستنقات.
وقال المشرف بشركة الخدمات العامة طرابلس " محسن الزياني " إن المياه زادت في الارتفاع خلال هذين اليومين وأن أغلب أبار المنطقة تفيض بالمياه مما دعانا إلى شفط المياه من الآبار بدلا من البرك ، في الوقت الذي يقوم فريق أخر بشفط المياه من المستنقعات .
وأكد " الزياني " في تصريح لوكالة الأنباء الليبية ، أن بعد شفط المياه من الآبار تعود بعد ساعة في الفيضان من جديد ، وأن عملية الشفط وردم التراب ليست حلا للمشكلة ، مشيرا إلى أنهم يقومون منذ ( 20 ) يوما في شفط المياه من نفس المزرعة بمنطقة رماية ..
والتقت وكالة الأنباء الليبية بعدد من المتضررين في عدة مناطق الذين عبروا عن تخوفهم من اتساع رقعة المياه المتراكمة وتأخر الجهات المسؤولة في إيجاد حل جذري لهذه الظاهرة .
وأكدوا في تصريحاتهم على ضرورة مراعاة ظروفهم بعدما خسروا منازلهم وأراضيهم وأصبحوا نازحين ، ودعوا المسؤولين إلى الالتفات لمدينتهم وما تعانيه نتيجة ارتفاع منسوب المياه واختلاطها بالصرف الصحي وتكون المستنقعات وانتشار الحشرات والروائح الكريهة مما يهدد صحة أسرهم .
وقال المتضرر " عبدالسلام الطاهر " إن اختلاط المياه بالصرف الصحي تسبب في تلوثها وأن الطفل غسان ازغيليل أكبر دليل على تلوث المياه بعد أن وقع في احد المستنقعات المجاورة لمنزلهم وأدخل لغرفة العناية بمستشفى زليتن وموجد بها حتى اليوم .
وأضاف " الطاهر " في تصريح لـ ( وال ) أنه رغم جهود المجلس البلدي في مواجهة هذه الازمة الا أن المشكلة خطيرة وهي اكبر من الشفط والردم لانها توسعت وظهرت في مناطق اخرى مثل الجمعة والسبعة وهي بعيدة عن البحر فلابد من معرفة مسبباتها ومعالجتها بشكل دقيق وسريع حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه .
المتضرر " محمد عريبي " قال ان ارتفاع المياه يشكل خطورة على المواطن ويهدد حياة اسرته مع تزايد تشكل المستنقعات التي تكون موطنا للبعوض والحشرات والقوارض وما يترتب عنها من امراض وانتشار الرطوبة في الحوائط ما ينتج عنها من مشاكل صحية عديدة .
و قال الناطق الرسمي للمجلس البلدي زليتن " اسماعيل الجوصمي " اليوم الاربعاء أن المجلس لم يتلق حتى اليوم أي دعم من الجهات المسؤولة في الدولة الا بعض المساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية تمثلت في اغطية ودفايات فقط .
وأكد في مداخلة عبر اثير راديو زليتن ، أن المشكلة أكبر من المجلس البلدي لأن المدينة بكاملها تتعرض لهذه الظاهرة بعد اتساع رقعتها الى 40 كيلومتر ومع ازدياد ارتفاع منسوب المياه .
وتابع رئيس حكومة الوحدة الوطنية " عبد الحميد الدبيبة " أمس الثلاثاء مع اللجنة المركزية المكلفة بحضور عميد البلدية " مفتاح حمادي " ورئيس ديوان المحاسبة " خالد شكشك " ، والجهات المعنية ، ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مدينة زليتن ..
واستمع المجتمعون للإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة، لا سيما من وزارة الحكم المحلي، والمركز الوطني لمكافحة الأمراض، وشركة الخدمات العامة طرابلس ، والإدارة العامة للإصحاح البيئي، وبلدية زليتن ، ومدير جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق.
كما استمع المجتمعون لفريق من الخبراء قدموا عرضا ضوئيا عن التقييم الفني للوضع في المدينة ، مستعرضين في الوقت ذاته عددا من المقترحات لمعالجة الظاهرة القائمة.
بدورها أعلنت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب ، فرض حالة الطوارئ القصوى بمدينة زليتن، مطالبة كافة الجهات المعنية باتخاذ التدابير والإجراءات الاستثنائية اللازمة للتعامل مع الأوضاع، بما فيها حماية سكان المدينة من أخطار هذه المياه ومساعدتهم على تجاوز أثارها.
في السياق ذاته طالبت لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس النواب، بالتدخل الفوري والعاجل من قبل الحكومة الليبية، وجميع جهات الاختصاص لحل مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمدينة زليتن تفاديا “لحدوث كارثة إنسانية أو بيئية.
وقال مدير جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق بحكومة الوحدة الوطنية " محمود عجاج" من جهته إن مكتبًا استشاريًا دوليًا سيصل بلدية زليتن الجمعة القادم ، ليباشر عمله مع فريق الخبراء بالتعاون مع المجلس البلدي.
وأعلن جهاز الاسعاف و الطوارئ بدوره رفع درجة الاستعداد القصوى للفروع الساحلية الممتده من طرابلس الى مصراته وبني وليد بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمدينة زليتن.
ويرى خبراء أن السبب في المياه هو وجود خزان مياه جوفي كبير تحت المدينة، يحتاج للتعامل معه من قبل متخصصين، بينما تثار تكهنات أخرى بأن السبب في ارتفاع المنسوب المائي أن النهر الصناعي قد زاد من مخزون المياه الجوفية في الساحل وهو ما تسبب في تشققات في طبقات الأرض.