اتساع رقع المشاكل البيئية التي تتعرض لها مدينة زليتن .
نشر بتاريخ:زليتن 25 يناير 2024 ( وال )- اتسعت رقعة الاشكاليات البيئية التي تتعرض لها مدينة زليتن البالغ عدد سكانها ( 327433 ) نسمة ، نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بعد ظهورها في منطقة المنطرحة بداية هذا الشهر لتصل لمناطق البازة والقزاحية وروماية والنشيع .
واشتكى المتضررون في هذه المناطق من استمرار ارتفاع منسوب المياه وتعرض أجزاء من مساكنهم للهبوط واختلاطها بالصرف الصحي ، رغم قيام المجلس البلدي منذ بداية الكارثة بإطلاق حملة للمعالجة المرحلية الأولى للمناطق المتضررة ، وشكلت لجنة لحصر المباني السكنية واكتشاف عوامل التلوث والوصول إلى الحلول السريعة الممكنة للحد من انتشار الأمراض والأوبئة.
وبحث بلدي زليتن خلال عقده عدة اجتماعات مع المختصين في هذا الشأن لحلول عاجلة لهذه المشكلة ، وخاطب وزارة الحكم المحلي بشأن تخصيص ميزانية طوارئ وتكليف جهة استشارية لتحديد الحلول الجذرية لمعالجة هذه الظاهرة الغريبة .
وقال مختار محلة النشيع " الطاهر منصور بن طاهر " إن المحلة تعاني مثلها مثل محلات البازة والمنطرحة والقزاحية ورماية من بحيرات ومستنقعات تكبر وتزداد ،وهي مصدر لتكاثر الحشرات وخاصة الباعوض مما يسبب في الكثير من الأمراض مثل الحساسية والطفح الجلدي وغيرها من الأمراض .
وأضاف في تصريح له الأربعاء ، إن أغلب المساكن في المنطقة تعوم في برك من المياه وجميع أساسات المساكن الآن هي بوسط المياه التي تسببت في تصدع جذران المنازل وهبوط الأرضيات وتكسر في الأساسات والخرسانات نتيجة تشبع الأرض بالمياه الجوفية الفائضة وتحول خزنات الصرف الصحي إلى آبار ، تفيض منها المياه وتسبب في كوارث بيئية وأمراض نتيجة انتشار الجراثيم ، مشيراً إلى أن أغلب الأسر لا تستطيع أن تسكن في هذه المنازل ، والكثير من العائلات غادرت منازلها بسبب هذه المشكلة وأخرها ليلة البارحة غادرت ( 4 ) أربع أسر من هذه المحلة .
وأكد أن البلدية تقوم بإجراءات لتخفيف وطأة المشكلة على السكان في محاولة لإبقائهم في منازلهم بشفط المياه من البرك والمستنقعات التي تشكلت في المزارع وساحات المنازل والطرقات .
وأوضح " بن طاهر " أن الخزان السطحي للمنطقة فاضىت عليه مياه غزيرة جداً وبكميات كبيرة من الخزان الجوفي فأدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية ،وللحد من هذه الكارثة هو عمل آبار وضخ المياه منها في البحر لإسعاف المنطقة من هجرة سكانها .
وأكد الناطق باسم شركة المياه والصرف الصحي " محمد كريم " ،أن أعمال الشركة لا تزال مستمرة في شفط وتصريف المياه للتخفيف من معاناة أهالي المناطق المتضررة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المدينة وهي: رماية والنشيع والمنطرحة كأحد الحلول المؤقتة لهذه المشكلة .
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية " عبدالحميد الدبيبة " أصدر الثلاثاء قراراً بتشكيل لجنة مركزية برئاسة وزير الحكم المحلي لمتابعة أوضاع بلدية زليتن بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية في عدة مناطق بها .
وتضم اللجنة في عضويتها مدير عام جهاز تنفيد مشروع الإسكان والمرافق ، ورئيس إدارة الشركة العامة للمياه والصرف الصحي ، ورئيس مجلس إدارة شركة الخدمات العامة طرابس ، ومدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض ، ومدير عام الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي .
وتفقد " الدبيبة " السبت الماضي بلدية زليتن للوقوف على المناطق المتضررة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية في عدد من المحلات بالبلدية ، واستمع لأهالي المناطق المتضررة ، وأصدر تعليماته بسرعة الاهتمام لعلاج هذه الأزمة و التواصل مع مكاتب استشارية متخصصة في هذا المجال لدراسة ووضع الحلول المناسبة الجذرية لهذه المشكلة.
وقام مدير وفريق مراقبة زليتن لشؤون البيئة برفقة مدير ديوان وزارة الإسكان والتعمير المنطقة الوسطى وفريق من المهندسين بزيارة ميدانية مساء الأربعاء للمناطق المتضررة لحصر الأضرار والمساكن وإعداد تقرير بالوضع البيئي وحجم الأضرار بالمناطق .
وشكل المركز الوطني للمكافحة الأمراض فريق مختص لمتابعة الأوضاع في المدينة ، ومعاينة الآثار الصحية بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتقييم الوضع الوبائي والبيئي بالمنطقة،
وزار الفريق بالتعاون مع الخدمات الصحية بالمدينة ، المرافق الصحية بالمناطق المتضررة لمراقبة احتمالية انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه، ومعاينة مناطق تجمعها لمعرفة مدى انتشار نواقل الأمراض من البعوض، وقام بتجميع بعض العينات وعقد اجتماعاً مع مسؤول ملف الصحة بالبلدية وفريق الإصحاح البيئي ، وتم تزويدهم ببعض المبيدات الكيميائية والبيولوجية لمكافحة البعوض وللحد من تكاثره .
ويعتزم مركز البحوث والدراسات العلمية بالجامعة الأسمرية تنظيم ندوة علمية بعنوان ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية ( الأسباب - التأثيرات - الحلول ) ، تحت شعار : ( أمننا المائي مسؤولية الجميع ) يوم السبت القادم بمدرج أم المنارات وبمشاركة مختلف الفاعليات بالبلدية .