مراقب آثار جبل نفوسة : متحف نالوت للديناصورات والتاريخ الطبيعي أول متحف متخصص على مستوي ليبيا .
نشر بتاريخ:حاوره : علي الورفلي .
تصوير الطاهر الكيلاني .
طرابلس 4 يناير 2023 ( وال ) - متحف للديناصورات في ليبيا – معلومة ربما القليل منا سمع بهذا والكثير لا يعلم انه فعلا كانت ليبيا منطقة من المناطق التي كانت تعيش فيها الديناصورات والحيوانات الضخمة .
في عام 1998 ميلادي كان احد المواطنين وهو الأستاذ مسعود خليفة المشايخ وشقيقه يعملان في محجر لرمل البناء بمنطقة مردوات بمدينة نالوت وخلال عملهما عثرا على قطع حجرية غريب شكلها فتوقعا انها لعظام متحجرة فقاما بجمعها ونقلها الى جمعية أصدقاء البيئة والتراث في المدينة للتعرف عليها وكان من بين أعضائها بعض الجيولوجيين المبتدئين عند اطلاعهم على هذه الحجارة اكدوا انها عظام متحجرة لحيوانات كانت تعيش في الماضي من فصيلة الديناصورات والتماسيح الضخمة ولكن الموضوع يحتاج الى دراسة من قبل متخصصين في عالم الحيوانات المتحجرة
وقال " احمد سعيد عسكر " مراقب اثار جبل نفوسة في حوار مع مراسل وكالة الانباء الليبية انه وبعد التأكد من هذه العظام انها تعود الى حيوانات متحجرة كان لابد من التواصل مع المختصين في الجيولوجيا وعالم التاريخ الطبيعي لدراسة هذا العظام ومعرفة أصولها وسلالات هذه الحيوانات فتم التواصل مع مصلحة الاثار وجامعة طرابلس ومركز بحوث النفط لدراستها والكشف عليها
وبسؤاله هل تم معرفة اصل هذه العظام المتحجرة من قبل خبراء الاثار الليبيين سواء في مصلحة الاثار او جامعة طرابلس ؟
قال عسكر " للأسف عند تواصلنا مع هذه الجهات لم نجد من هو متخصص في علم الديناصورات مما استدعى الامر الى التواصل مع مكاتب متخصصة في الخارج حيث تم التنسيق مع مركز متخصص في بريطانيا حيث ارسلنا له المعلومات التي تم الحصول عليها والنتائج المبدئية التي توصلنا لها من خلال الفريق الليبي من الجيولوجيين وبعد دراسة هذه المعلومات واطلع خبير الديناصورات على الصور والتقرير خلص الخبراء الانجليز الى ان هذه العظام تعود لفصيلة من الديناصورات الضخمة فصيلة اكلة اللحوم مشيرا الى ان هذا الاكتشاف يعتبر مهم علي مستوي ليبيا وربما على مستوي شمال افريقيا " .
وأضاف " بعد التأكد من هذه المعلومات ووصول التقرير الإنجليزي الى ليبيا تم التواصل مع مركز متخصص في جامعة واشنطن – سانت لويس الامريكية الذي ارسل فريقا متخصصا من الخبراء عام 2005 يضم كلا من البروفسور" ديفيد تاب " وهو خبير ابتربولجي والخبير"جاشاو سميت" وهو خبير في سلالات الديناصورات رافقه باحث الاحافير الدقيقة " السيفاو تشاكرين " حيث قاموا بزيارة استكشافية الى منطقة نفوسة من وازن الى جادو حيث تجولو في هذه المناطق التي من المتوقع ان يكون فيها عظام متحجرة وأجروا الدراسات العلمية والجيولوجية على العظام المتحجرة الموجودة واكدوا خلال ابحاثهم ان هذه العظام تخص ديناصورات ضخمة كانت تعيش في المنطقة منذ قرابة 120 مليون سنة"
واوضح عسكر انه من خلال الدراسات التي اجراها الفريق الأمريكي رفقة الخبراء الليبيين توصلوا الى ان هذه العظام المتحجرة تعود الى حيوانات بحرية وبرمائية من فصيلة الديناصورات والسلاحف العملاقة بالإضافة الى اسماك القرش يعود عمرها الى 120 مليون سنة مضت .
وحول ما اذا تم تحديد سلالات الديناصورات التي تم العثور على عظامها اكد عساكر ان الفريق الأمريكي قام بتحديد نوعان من الديناصورات التي كانت تعيش بالمدينة احداها فصيلة من إكلة للحوم وهو ما يطلق عليه الديناصور اللاحم وهو من سلالة تيريكس ولكن يختلف في الشكل والحجم فالعظم الذي تمت الدراسة عليه اتضح فعلا لسلالة تيريكس ولكن فيه اختلاف في العديد من التجاويف في جسد الديناصور مما يعني ان هذا الديناصور لم يتم اكتشافه من قبلأي ان هذا الديناصور قد اكشف لأول مرة في مدينة نالوت ولذلك اطلق عليه اسم لاحم نالوت ويبلغ طوله16 متر ووزنه يصل الى 8000 كجم والفصيلة الأخرى المكتشفة من عظام الديناصور هي من فصيلة اكلة النباتات كما تم التأكد من بعض العظام المتحجرة تعود الى 3 أنواع من السلاحف العملاقة ومجموعة متنوعة من الأسماك منها القرش والتماسيح العملاقة .
وأشار الخبير الليبي الى انه قد تم التواصل مع مراكز أبحاث أخرى في العالم من اجل البحث بشكل أوسع حول هذه الاكتشافات بالتواصل عام 2077 مع فريق من الخبراء بجامعة كنج استون بريطانيا الذي جاء الى مدينة نالوت وطلب ان يقوم بزيارة الى المكان الذي وجدت فيه العظام المتحجرة وتفاجا الفريق العلمي اثناء بحثهم ودراستهم للمنطقة بوجود عشرات من العظام المتحجرة لكائنات مختلفة يرجع تاريخ وجودها الى ملايين السنين منها اسماك القرش والسلاحف العملاقة وتماسيح ضخمة واكد الفريق ان هذه المنطقة مليئة بالعظام المتحجرة ومن الممكن ان يكون هناك سلالات وأنواع أخرى من الحيوانات المتحجرة التي لم تكتشف حتي الان حيث اعتبروا ان هذه المنطقة ممكن ان تكون مقبرة للديناصورات والحيوانات الضخمة التي كانت تعيش منذ ملايين السنين ومن الممكن العثور على اجسام متكاملة لهذه الحيوانات داخل المقبرة اذا ما تم الحفر والاستكشاف مستقبلا فيها .
وواصل عسكر سرده بالقول " انه في 26 يناير من عام 2011 وصل الى نالوت خبير ديناصورات يدعي " بول سيرينو" من شيكاغو عن طريق جامعة طرابلس برفقة مجموعة من الخبراء الليبيين من قسم الجيولوجيا بجامعة طرابلس وقام بإجراء مسوحات وابحاث عن العظام المتحجرة وغادر على ان يقوم في شهر أكتوبر من نفس العام بزيارة أخرى الى مدينة نالوت رفقة فريق من الخبراء ليقوم بإجراء حفريات ودراسات معمقة للمقبرة ولكنها توقفت .
وأشار عسكر الى ان فريقا من الخبراء الإنجليز زار منطقة الحفر حيث توجد العظام المتحجرة ولاحظ الخبراء ان هناك متحجرات أخرى غير العظام وعند دراستها اتضح انها متحجرات لأشجار ضخمة كانت تنبث في المنطقة يصل قطر هذه الأشجار الى اكثر من 35 سم وطولها يزيد عن 26 متر وعند تجولهم في منطقة الأشجار المتحجرة تبين انها أثار لغابة كثيفة كانت موجودة في منطقة نالوت منذ اكثر من 120 مليون سنة وهي كانت مأوي للديناصورات والحيوانات البرية الضخمة في ذلك الزمن استنتج منها الخبراء ان هذه الاكتشافات تعتبر ذات أهمية جيولوجية كبيرة من حيث كثرة العظام والتي توكد ان تحت منطقة نالوت هناك مقبرة للديناصورات يمكن ان يكون بها سلالات لم يتم اكتشافها حتى الان والأهمية الثانية في هذه الاكتشافات هي أن درجة حفظ العظام كانت جيدة ودقيقة جدا مما سهل على الخبراء ومن النظرة الأولى معرفة نوع وسلالة العظام المكتشفة أهمية أخرى لهذه الاكتشافات وهي انها اكدت ان مدينة نالوت منذ 120 مليون سنة كانت مكمن مائي بحري ونهري كبير وهذا ما أكدته بقايا الأشجار المتحجرة الضخمة التي تم العثور عليها .
وحول اعطائنا معلومات مفصلة حول متحف نالوت للديناصورات ونشاطاته التي يقوم بها قال عسكر " اسمح لي أولا ان أوضح لك ما كان قبل انشاء المتحف ففي عام 1998 وعند العثور على العظام المتحجرة قمنا كفريق مبتدئ من نالوت بالتوجه الى المحجر وحاولنا اعداد تقرير مبدئي لهذه العظام المتحجرة والتكوينات الحجرية التي موجودة فيه وتم اخد احداثيات التكوينات في المنطقة والتي تسمي بعدة تسميات منها تكوين نالوت وتكوين يفرن وتكوين سيدي الصيد وتكوين ككلة واخره تكوين كاباو وقمنا بتجميع اعداد كبيرة من العظام المتحجرة ونقلها الى مخزن يخص مكتب آثار نالوت ليكون جاهزا للدراسة في حالة ما وصل أي خبراء متخصصين في هذا المجال سواء من ليبيا او خارجها ونظرا لضيق المكان فمتحف نالوت الموجود الان يعتبر مكان علمي للدراسة والبحث اكثر مما هو سياحي فهو يقدم شرحا لكافة الظواهر الطبيعية في العالم وليبيا ونالوت خصوصا بالإضافة الى انه من خلال الصور والقطع الموجودة به يقدم صورة متكاملة عن التاريخ الطبيعي للديناصورات والاكتشافات التي كانت في زمن حياتها فالمتحف يحتوي على الاف القطع المتحجرة والاف الكتب العلمية التي تتعلق بنشاط المتحف بالإضافة الى لوحات توضيحية شارحة لحركة الحياة الجيولوجية منذ ملايين السنين وتطور الحياة للديناصورات والحياة البرية والبحرية
وفي عام 2007 قمنا بتأسيس متحف نالوت للديناصورات والذي يعتبر اول متحف متخصص في تاريخ الديناصورات على مستوي ليبيا في محاولة للتواصل مع الجهات ذات العلاقة لتطوير هذا المتحف حتي يكون متحف للديناصورات والتاريخ الطبيعي .
وفي 2015 قمنا بتقديم مذكرة الى مصلحة الاثار تم التوضيح فيها على محتويات المتحف وطلبنا ان يتم إقرار ان يكون متحف نالوت يختص بالتاريخ الطبيعي وفعلا صدر قرار المصلحة باعتبار متحف نالوت للتاريخ الطبيعي وتم تسميته متحف نالوت للديناصورات والتاريخ الطبيعي يضم كل ما يخص التاريخ الطبيعي في ليبيا وتم تخصيص قطعة ارض مقابلة لقصر نالوت الاثري وبالقرب من المنطقة التي تم العثور على العظام فيها بمساحة 27 الف متر لبناء المتحف على هذه الأرض وقد تم التنسيق مع احد مكاتب الانشاءات الهندسية لأعداد تصور انشائي للمتحف وفعلا الان كل الدراسات والتصاميم الهندسية موجودة وجاهزة في انتظار اتخاذ الإجراءات العملية من رئاسة الوزراء ومصلحة الاثار وتخصيص الميزانية اللازمة للبدء في البناء والانشاء.
وال..