Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

محرر الشؤون العربية لـ (وال) : حرب غزة نسفت السلطة الأخلاقية للغرب وأمريكا .

نشر بتاريخ:

طرابلس 11 ديسمبر 2023 م ( وال ) – أكد محرر الشؤون العربية لوكالة الأنباء الليبية أن استخدام أمريكا للفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار ،أظهر بشكل جلى وواضح حجم التناقض الذي تعيشه الادارة الأمريكية في تعاملها مع القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وازدواجية المعايير في تعاملها مع حقوق الانسان في العالم .

وأعرب المحرر في تعقيب له اليوم الإثنين عن استغرابه من حالة الانفصام والتناقض التي تعيشها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلالها تسويقها للعالم حرصها على تقليل خسائر المدنيين في غزة ورفعها في ذات الوقت مساء يوم الجمعة الفيتو في وجه مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار واستخدامها يوم السبت صلاحيات الطوارئ لتجاوز الكونغرس الأمريكي وتزويد قوات الاحتلال الإسرائيلي بنحو 14 ألف قذيفة دبابات بصورة عاجلة ضمن صفقة لمد جيش الاحتلال بـ 47 ألف قذيفة ميركافا.

وقال المحرر في تعقيبه بشأن تعطيل الولايات المتحدة لمشروع القرار في مجلس الأمن الدولي باستخدامها امتياز النقض (الفيتو) لصالح إسرائيل، وهي المرة الخمسين (50) التي تعرقل فيها الولايات المتحدة قرارات هذا المجلس لإدانة الكيان الإسرائيلي من أصل 80 مرة تلجأ فيها الولايات المتحدة إلى هذا الامتياز، أن أمريكا شريك مباشر في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وبالتالي لا يمكنها أن تسمح بأن تُدين نفسها أمام الرأي العام الأمريكي والدولي.

ولاحظ المحرر أن لجوء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطوني غوتيريش لتفعيل المادة 99 التي تتيح له تنبيه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، بعد أن غرد على موقع (X) قائلا "في مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية ، وإعلان وقف إنساني لإطلاق النار"، وضع الولايات المتحدة الأمريكية في مأزق كشريك مباشر في هذه الحرب من خلال إرسال 2000 جندي وضابط من قوات (دلتا) على الأرض في فلسطين المحتلة وحاملتي طائرات والقوة البحرية الضاربة من الأسطول السادس الأمريكي إلى قبالة ساحل غزة، فسارعت إلى امتياز النقض لتعطيل مجلس الأمن واستمرار نزيف دم الشعب الفلسطيني وتدمير قطاع غزة بالكامل وجعل الحياة فيه غير ممكنة، رغم موافقة 13 دولة في المجلس على مشروع القرار وامتناع دولة واحدة عن التصويت، بريطانيا.

وأشار المحرر في هذا الصدد إلى أن ما يُشاع عن ارتهان أمريكا إلى اللوبي الصهيوني ونفوذ ما يُسمى بـ "إسرائيل" في صناعة القرار الأمريكي ودورها في الانتخابات الأمريكية هو في الواقع تسويق للوهم ونفخ للكيان الإسرائيلي الذي يعيش ويتنفس بالمساعدات الأمريكية، مؤكدا أن أمريكا استثمرت في هذا الكيان، بعد أن زرعته بريطانيا في قلب الوطن العربي، وحولته إلى مخزن لأسلحتها النووية المعدة لروسيا وقاعدة متقدمة وثابتة ومنظومة للردع للسهر على تدفق النفط من دول الخليج منعا لتكرار صدمة النفط للعام 1973.

وندد المحرر بالمناسبة بحالة العجز الكامل لـ 57 دولة عربية وإسلامية أمام حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، مكتفية، بعقد قمة في السعودية لم يوقف بيانها قتل طفل فلسطيني تحت انقاض بيته أو موته جوعا وعطشا، وتعامل معه الكيان الإسرائيلي بتوسيع دائرة القتل والدمار التي طالت نصف البيوت في قطاع غزة وأدت إلى التهجير القسري لنحو 80 في المائة من سكانه البالغ عددهم 2.4 ملايين نسمة.

وتساءل المحرر في هذا الصدد ألا يتطلب الاقتراب من 20 ألف شهيد أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 50 ألف جريح وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وقصف المستشفيات بعد حصارها وتعطيل المنظومة الصحية في قطاع غزة بالكامل وحرق المدارس والكنائس والمساجد والمخابز وتجريفها، ومنع الغذاء والدواء والكهرباء والوقود على 2.4 مليون من المدنيين في أكبر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، موقفا رسميا عربيا واسلاميا رافضا أو على الأقل محتجا على الموقف الأمريكي المنحاز بالكامل لجيش الاحتلال ؟

وخلُص المحرر في ختام تعقيبه إلى أن هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة نسفت كل ما يروج له الغرب وأمريكا عن سلطتهم الأخلاقية والبعد الأخلاقي في سياساتهم.

(وال)