دراسة علمية تهدف إلى تجربة إنبات بذور الخروب في الجبل الأخضر .
نشر بتاريخ:تقرير: بشرى العقيلي /
بنغازي 11 نوفمبر 2023 (وال) - أظهرت دراسة علمية لاحدى طالبات الماجستير بكلية العلوم - جامعة بنغازي أهمية نبات الخروب الذي يستوطن منطقة الجبل الاخضر ويعد واحد من أهم النباتات في منطقة البحر المتوسط وينتشر في كل دول الإقليم مثل إيطاليا وفرنسا وتركيا وسوريا واليونان واسبانيا ولبنان إلى جانب ليبيا.
ويعد هذا النوع النباتي من الأنواع المميزة للغطاء النباتي بالجبل الأخضر وجزء أساسيا منه حيث يشكل مع بقية النباتات مثل العرعار الفينيقي والبطوم والجداري وغيرها الغطاء النباتي المسمي بالمكاي وهو المنتشر في كل منطقة حوض المتوسط.
وقال الأستاذ في علوم البيئة والبيئة النباتية بكلية العلوم - جامعة بنغازي سالم الشطشاط إن الخروب عبارة عن شجرة دائمة الخضرة يتراوح طولها من 8 إلي 10 أمتار وقد يصل إلي 20 متراً إذا توفرت الظروف الملائمة له. وقد عرف منذ فترات زمنية قديمة وذكر في لغات عدة كما استخدم في أغراض عدة كطعام مباشر للإنسان أو حيواناته وكذلك في الأغراض الطبية المختلفة وفي انتاج العسل.
وتابع في حديث لوكالة الأنباء الليبية أن الخروب يمتاز بقدرته على التحمل وخصوصاً في ظروف منطقة حوض المتوسط التي تمتاز بطول فترة الجفاف على مدار العام وذلك بسبب التحورات التي يمتلكها في تركيبته النباتية.
وأضاف أنه خلال الفترة الأخيرة ازداد الاهتمام بنبات الخروب على مستوى دولي بشكل كبير وخصوصاً في المجال الغذائى وتعتبر الولايات المتحدة من أكبر الدول استرادا له حيث يستخدم في صناعة الحلويات والشوكولاته كبديل للكاكاو.
وتعتبر الجزائر المصدر الأول لهذا النبات للولايات المتحده الأميركيه ويصل سعر كيلو دقيق الخروب إلي حوالي 14 دولار امريكي.
وأشار الشطشاط إلى أن الجبل الأخضر بليبيا تعرض خلال الفترة الأخيرة للعديد من المشاكل البيئية التي أثرت على الغطاء النباتي وأصبحت احتمالات اختفاء بعض الأنواع واردة وقد اتجهت البحوث العلمية إلي ضرورة إيجاد بعض الأنواع النباتية التي لها القدرة على الاحلال البيئي بديلاً عن أنواع أخرى وخصوصاً الأنواع المحلية التي تنتمي إلى منطقة الجبل الأخضر ومن بين هذه النباتات نبات الخروب.
وأوضح أن الدراسة المنشورة هي جزء من رسالة ماجستير للطالبة فاطمة بورزيزة تحت إشرافه و تتعلق بتجربة طرق مختلفة لإنبات البذور لنبات الخروب وقد بينت النتائج أن البذور المعاملة بالماء الدافئ هي الأكثر تأثرا حيث وصلت نسبة الانبات فيها إلي 90 في المائة من إجمالي عدد البذور مقارنة بالطرق الأخريدى مشيرا إلى أن للدراسة أوصت باعتماد هذه الطريقة في عملية الإكثار نظراً لسهولتها ورخصها وسرعتها وذلك عند تطبيق برامج التأهيل البيئي لمنطقة الجبل الأخضر أو استخدام الخروب في برامج التشجير والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الخروب حالياً يتعرض هو الآخر لانتهاكات عدة منها جمع القرون والبذور بشكل عشوائي ومفرط من أجل بيعها لتجار خارجيين غالباً من الجزائر أو تونس ويلاحظ حجم كمية القرون الكبيرة التي يفترش بها الباعة الطريق الرئيسي المؤدي إلى كافة مناطق الجبل الأخضر الأمر الذي سيؤثر حتماً على كثافته مستقبلاً إذا أستمر الوضع كما هو عليه دون رادع.
يذكر أن رئيس فرع جهاز الشرطة الزراعية في الجبل الأخضر والناطق باسم فروع جهاز الشرطة الزراعية في المنطقة الشرقية العقيد عادل خطاب بريدان كان صرح لوكالة الأنباء الليبية أن جهاز الشرطة الزراعية يفتقر إلى الإمكانيات التي تخوله ممارسة عمله المتمثل في حماية الغابات والاشجار والأراضي الزراعية ومصادر المياه والمراعي والثروة الحيوانية ومراقبه الأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية والبذور وحماية الأحياء البرية وتطبيق قانون الصيد وكل ما يتعلق بالزراعة والثروة الحيوانية والأمن الغذائي للمواطن مؤكدا أن هذا الوضع قد يعرض غابات الجبل الأخضر للاختفاء بسبب الإهمال.
وأضاف أن الجهات المختصة لم تقدم أي دعم يذكر منذ أحداث 17 فبراير لجهاز الشرطة الزراعية ما همش دوره في حماية الغابات والنباتات النادرة.
( وال بنغازي ) .