العالم يحيي اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين
نشر بتاريخ:
واشنطن 2 نوفمبر 2023 م ( وال) - يحيي العالم اليوم الخميس الثاني من شهر نوفمبر , اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين .
ويعد إنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضدا على الصحفيين من أصعب التحديات وأكثرها تعقيدا في الآونة الأخيرة. فضلا عن، فإن إنهاء ذلك الإفلات هو شرط أساسي لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات لجميع المواطنين.
وتقيم الأمم المتحدة هذا العام إحتفالية بهذه المناسبة في مقر منظمة الدول الأمريكية في العاصمة الأمريكية واشنطن, لزيادة الوعي بالتحديات الرئيسية التي يواجهها الصحفيون والإعلاميون في أثناء ممارسة مهنتهم، والتحذير من تصاعد أعمال العنف ضدا عليهم أو قمعهم. وتشتمل تلك التحديات الهجمات والقيود المفروضة على الصحافة في سياق متابعة الاحتجاجات الاجتماعية، واستخدام السبل القضائية ضدا على الصحفيين نظرا لعملهم في قضايا المصلحة العامة؛ فضلا عن زيادة ممارسات النفي القسري للصحفيين في بعض البلدان.
كما يُراد من احتفالية هذا العام تسليط الضوء على الدور الذي تضطلع به الصحافة الآمنة والحرة في ضمان نزاهة الانتخابات والأنظمة الديمقراطية. كما يؤكد من جديد التزام الدول باعتماد تدابير فعالة لحماية الصحافة المستقلة وتعزيز الأطر المؤسسية التي تكافح العنف والإفلات من العقاب، فضلا عن تعزيز استقلال وسائل الإعلام واستدامتها وتنوعه.
وفقًا لتقرير المدير العام لليونسكو لعام 2022 بشأن سلامة الصحفيين وخطر الإفلات من العقاب، لم تزل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي المنطقة التي تشهد أكبر عدد من جرائم قتل الصحفيين.
ومنذ عام 1993، قُتل أكثر من 1600 صحفي بسبب نقلهم الأخبار وتقديم المعلومات للجمهور. وفي تسع من كل عشر حالات يفلت القتلة من العقاب كما يشير مرصد اليونسكو للصحفيين المقتولين. ويؤدي الإفلات من العقاب إلى مزيد من عمليات القتل، فضلا عن أنه غالباً أحد أعراض تفاقم الصراع وانهيار القانون والأنظمة القضائية.
وفي حين أن عمليات القتل هي الشكل الأكثر تطرفًا للرقابة على وسائل الإعلام، يتعرض الصحفيون كذلك لتهديدات لا حصر لها —بدءًا من الاختطاف والتعذيب وغيره من الاعتداءات الجسدية إلى المضايقات، لا سيما في المجال الرقمي. وتؤدي التهديدات بالعنف والاعتداءات ضد الصحفيين بوجه خاص إلى بث الخوف في العاملين في مجال الإعلام، مما يعيق حرية تداول المعلومات والآراء والأفكار أمام كافة المواطنين. وتتأثر الصحفيات بوجه خاص بالتهديدات والاعتداءات، ولا سيما تلك التي تجري عبر الإنترنت. فوفقاً لورقة المناقشة التي أصدرتها اليونسكو في ما يتصل بالاتجاهات العالمية في العنف ضدا الصحفيات عبر الإنترنت"، قالت 73 في المائة من الصحفيات اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن تعرضن للتهديد والترهيب والإهانة عبر الإنترنت في مسائل تتعلق بأعمالهن.
إلى ذلك، أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ارتفاع عدد الصحافيين الذين استشهدوا جراء الحرب التي تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 38. وجاء في بيان النقابة: "منذ 7 أكتوبر 2023 استشهد 25 صحافياً فلسطينياً و13 من العاملين في قطاع الإعلام، نتيجة قصف جيش الاحتلال". وأشار البيان إلى "قصف منازل ما لا يقل عن 35 صحافياً، واستشهاد عشرات من أفراد عائلاتهم، من ضمنهم الاستهداف المتعمد لعائلة الصحافي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، الذي نتج عنه قتل زوجته، واثنين من أبنائه، وحفيده الأصغر".
وشددت نقابة الصحافيين الفلسطينيين على أن "هذه الأفعال الشنيعة امتداد لسياسة ممنهجة لاستهداف وقتل الصحافيين الفلسطينيين؛ وأفادت بأن الاحتلال الإسرائيلي "قطع كل وسائل الاتصال بقطاع غزة، بما فيها الاتصال والإنترنت والهاتف والاتصالات المحمولة. وما زال الاتصال محدوداً ويتعرض لتعطيل وتشويش، مما يتيح لإسرائيل القيام بمجازرها في الظلام، بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام العالمية".
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 نوفمبر اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها 68/163 الذي حثت حث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية وقد اختير التاريخ احتفالا باغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 .
ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام. وتحث أيضا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة. وتطلب كذلك إلى الدول أن تعمل على تهيئة بيئة آمنة وتمكينيه للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة ودون تدخل لا داعي له .