Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

تحول الصحراء بأوباري إلى بحيرة بعد أن غمرتها المياه بفعل الأمطار الغزيرة والسيول.

نشر بتاريخ:

أوباري 4 أكتوبر 2023م(وال)- تحولت الصحراء بمدينة أوباري في الجنوب الليبي إلى بحيرة بعد أن غمرتها المياه بفعل الأمطار الغزيرة والسيول التي هطلت على المنطقة فجر الأحد الماضي.

وتوقع نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أن تتغير جغرافية الصحراء وتتحول إلى بحيرة بعد أن تخللت المياه كثبان الرمال وتحولت الصحراء القاحلة إلى بحيرات مائية,فيما قال آخرون أن البحيرات الذي ظهرت في صحراء اوباري قد تكون مؤقتة وستعود بعد أيام إلى سيرتها الأولى وستجف بشكل كامل أو تتحول إلى سبخات.

 وتواصلت وكالة الأنباء الليبية (وال) مع البروفسور في علوم البيئة والبيئة النباتية بكلية العلوم جامعة بنغازي أ.د سالم الشطشاط الذي أكد أن التغيرات المناخية وتأثيرها ليست وليدة الساعة وانما حدثت منذ فترات واحقاب عدة على الكرة الأرضية.

وأشار إلى أن التغير المناخي في عصرنا الحاضر بدأ بشكل فعليا بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي والناجمة من قطع الأشجار والغابات والتلوث البيئي الناجم عن الصناعة وزيادة تعداد السكان واستخدام الوقود الاحفوري والتوسع الزراعي والحضري.

واضاف استاذ علوم البيئة أنه خلال الألفية الثالثة وبدأ من عام 2000 بدأ العالم يشهد موجات من الحر في كثير من بلدانه حتي الدول المعروفة ببرودتها مثل ألمانيا وشمال فرنسا وبريطانيا. إلا أن المناطق الجافة وشبه الجافة ومنها ليبيا وكثير من مناطق البحر المتوسط عانت وبشكل كبير جداً وكان تأثير الجفاف عليها واضحاً بسبب قلة معدلات الأمطار وسقوطها في فترات محدودة وبشكل متذبذب الأمر الذي ساهم في زيادة ارتفاع درجات الحرارة ليصل في بعضها 50 درجة مئوية في عام 2023 وكانت سبباً رئيسياً في إندلاع الحرائق في اليونان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتركيا وسوريا ولبنان وغيرها من دول المتوسط...

وأشار إلى أنه لم تمضي فترة طويلة والتي تكاد لا تتجاوز اسبوعين حتي حدث انهيار مناخي " طبقاً لوصف الأمم المتحدة" والذي أدى إلى ظهور العواصف الاستوائية بمنطقة حوض المتوسط ومن أمثلتها دانيال الذي ضرب معظم دول المتوسط ومنها ليبيا وليسجل معدلات سقوط أمطار غزيرة غير متوقعة لتصل إلى حوالي 700 ملم في اليونان و حوالي 420 ملم في ليبيا بالبيضاء في اليوم الواحد,وهذه الكمية تمثل إجمالي كمية الأمطار التي تسقط على هذه البلدان خلال عام واحد .ً.

ولفت إلى أن مناطق الجنوب الغربي في ليبيا مثل اوباري وغات فهي تقع في المنطقة الصحراوية التي تندر بها معدلات الأمطار ولاتكاد تذكر طوال العام إلا من بعض الزخات التي تحدث فيها من حين لآخر والتي تكون أحياناً قوية كما حدث خلال اليومين الماضيين وتسبب في قوة اندفاع بعض الوديان والمسارات وتكون بحيرات مؤقتة سرعان ما تختفي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار.

وأكد أن التغير في أي نظام بيئي يستغرق وقتا طويلا والنظم الصحراوية تأخذ زمناً طويلاً لحدوث ذلك حتى أن التعاقب البيئي فيها لايكون واضحاً إلا بعد فترة زمنية بسبب طبيعتها وقسوتها وقلة وفرة غطاءها النباتي اللاعب الأول والرئيسي في حدوث هذا التغير.

وختم حديثه بأن ماحدث كان متوقعاً على أن يتم عبر مئات السنين إلا أن حدوثه بهذه السرعة وهذه الصورة كان مفاجأة للجميع لدرجة أن البعض أطلق عليه انهيارا مناخيا أو انفجارا مناخيا.

من جهته  أوضح الصحفي والمتخصص في شؤون البيئة ماهر الشاعري أسباب التغيير الجغرافي الذي قد يحدث للصحراء هو تغيير مؤقت جاء نتيجة إلى كميات الأمطار التي كانت أعلى من معدلات امتصاص التربة لها

وأضاف الشاعري أن الصحراء هي طبقة شبة صخرية وبالتالي المياه ستتجمع لفترة معينة وتتبخر ويذهب منها جزء للمخزون السفلي تحت الارض.

وأكد أن الصحراء لن تتغير جغرافيتها ومن المتوقع أن تؤثر كمية المياه إيجابا على ربيع المنطقة نظرا لارتفاع المخزون المائي فيها.