المخرج التونسي عبد الواحد مبروك لـ (وال): أعجبتني الحاضنة الجماهيرية للمسرح في بنغازي وينبغي للشباب تقديم أعمال تعبر عن ذاتهم .
نشر بتاريخ:متابعة : هدى العبدلي .
بنغازي 12 أغسطس 2023 م (وال) - اختتم مهرجان بنغازي للفنون المسرحية مساء أمس عروضه على خشبة المسرح الشعبي في بنغازي بـ "الهروب من التوبة" لفرقة المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتوزر(تونس) للمخرج التونسي عبد الواحد مبروك.
وتدور أحداث المسرحية بين ثلاث شخصيات تعاني قلقا نفسيا وجوديا يشحنه الشعور المتواتر بالذنب الأزلي ويقودهم هذا الشعور إلى دوامة وجع الضمير فيصبحون جلادين بعد أن كانوا ضحايا يبحثون عن خلاص وربما يكون الاتجاه نحو طريقة الخلاص الأكثر شيوعا فهل سيكون الخلاص دون خسارات موجعة.
وأفاد مخرج وممثل عرض (الهروب من التوبة) عبد الواحد مبروك، موفدة وكالة الأنباء الليبية إلى المهرجان (هدى العبدلي) أن نص المسرحية يعود للكاتب العراقي المتميز فلاح شاكر مشيرا إلى أن "المسرح ما هو إلا تجارب ونخوض هذه التجربة ونتمنى أن تعجب الجمهور".
وأضاف أن فكرة العرض مبنية على الإنسان وعلى وجوده في مسار الحياة منذ الولادة إلى الموت وهل هذا المسار بسيط أم فيه أخطاء وهل هذه الأخطاء ممكن أن تصل إلى الخطيئة وهذه الأخيرة لابد لها من ثمن يدفعه الإنسان الذي يختار هذا المسار.
واستطرد مبروك أن المسرحية تقوم على ثلاث شخصيات تتقابل في فضاء وهي مسرحية جدلية فيها صراع بين عدة أشياء، ويتمثل الصراع بين الإنسان وذاته وبين الإنسان وأخطائه، ملاحظا أن اسم المسرحية متكون من مصطلحين الأول الهروب، وهو اجتماعي والثاني، التوبة وهو مفهوم صوفي في الأساس وليس دينيا حيث أن التصوف سلوك.
واستطرد أن الفكرة تحملها ثلاث شخصيات والموسيقى سجلت خصيصا للمسرحية ومستوحاة من التراث الصوفي ومدة العرض ساعة وخمس وعشرين دقيقة.
وأضاف المخرج التونسي قائلا: "نحن نتبنى في هذا العمل المسرح الحديث و يسمى مسرح ما بعد الدراما الذي لا يحتوي على بداية ووسط ونهاية أو بداية العقدة وذروة العقدة وحل العقدة، ونحن نترك هذا جانبا ونذهب إلى مسرح الذي يتجاوز هذا المفهوم الدرامي إلى مبحث آخر وحتى الممثل لا يقوم بدور بل يؤدى دورا من حالات نفسية من خوف وحب وكره وفي نفس الوقت هو جسد يؤدى حركات ثم هو صوت يؤدي أغاني إلى آخره، وليس من الشرط وجود ديكور بل هناك فضاء خال نضع فيه تلك الأحاسيس حتي نستطيع أن نقدم ما يمكن تقديمه بعمق، ونعتبر أن المتفرج إنسان ذكي وله القدرة على التحليل والإضافة".
وفي رده على سؤال لموفدة (وال) عن انطباعه الشخصي حول مهرجان بنغازي للفنون المسرحية قال المبروك "بصدق أعجبني شيء مهم جدا وهو هذه الحاضنة الجماهيرية للمسرح في بنغازي فهناك جمهور مهتم بحضور العروض ومحب للمسرح وهذا شيء جميل جدا ومن الأشياء الإيجابية أيضا رحابة الصدر وحب الآخر والعمل بكل بساطة وبدون تعقيدات وهذا انطباعي لكل العاملين في المهرجان"
واستطرد "العروض المسرحية التي شاهدتها أقل مما كنت أتوقع لم ألاحظ بحثا جديدا أو تقديم أفكار جديدة، المسرحيات فيها شباب وهذا شيء جيد ولكن طريقة معالجة النص قديمة جدا كلاسيكية وينبغي للشباب تقديم أعمال تعبر عن ذاتهم والمرحلة التي يعيشونها، أنا اعرف أن بنغازي تنهض من جديد وتتعافى وأعتقد أن المسرح سيناله جزء من التعافي وسنشاهد أعمالا أخرى أكثر ثراء وجمالا والاختلاف مطلوب بين مسرح درنة وبنغازي وطرابلس، والمسرح له دور حضاري ولابد من الخروج من العباءة القديمة".
أخرج (الهروب من التوبة) المخرج التونسي عبد الواحد مبروك عن نص للكاتب العراقي فلاح شاكر وقام بالتمثيل، بلقيس جوادي، حليمة عيساوي، عبد الواحد مبروك. وكان التصميم الصوتي والمرئي لـ أشرف بيه وريان مسعود، توضيب فيديو، زياد حميدي، توضيب الركح، يوسف النعماني، قيافة رازي الرويسي، مصمم الموسيقى، رياض البدوي، تصميم ملابس جليلة مداني، توضيب إضاءة، رمزي النبيلي، توضيب موسيقى، محمد العرابي طاطي.
(وال - بنغازي)