(أبواب الريح): عرض مسرجي لفرقة المرج يحاكي الوضع السياسي للبلاد وانعكاساته السيئة على المجتمع
نشر بتاريخ:متابعة : هدى العبدلي
بنغازي 11 أغسطس 2023 م (وال) - غصت قاعة المسرح الشعبي في بنغازي بجمهور غفير مساء أمس الخميس لمتابعة مسرحية (أبواب الريح) التي قدمتها فرقة المرج في إطار فعاليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية الذي انطلق يوم الأحد الماضي.
ولاحظت مراسلة لوكالة الأنباء الليبية أن جانبا من الجمهور تابع العرض الرائع لهذه المسرحية وقوفا على مدى ساعة ونصف الساعة، وضجت قاعة المسرح بالتصفيق الحار بعد أن خرج فريق المسرحية ومخرجها لتحية الجمهور فوق خشبة المسرح الشعبي.
وكتبت (هدى العبدلي) أن مسرحية (أبواب الريح) تُعتبر معالجة درامية من إخراج عبد السيد ادم حاكت الواقع الصعب الذي تعيشه البلاد حيث اتضح ذلك من الفصل الأول للمسرحية الذي تجسد في شخصية رجل أمن فاسد وهو يحقق مع سجينين قد نسيا اسميهما وأسماء آبائهما في مشهد تراجيدي. وكان رجل الأمن يكرر جملة بصوت جهوري يقول فيها: (لما تبي تحلم تقولي ولما تبي تفكر تقولي).
وتستمر فصول المسرحية وكل فصل منفصل عن الذي قبله مع ظهور رجل الأمن في نهاية كل فصل يردد بلهجة عامية (لقيت الباب مفتوح خشيت) في محاكاة لعنوان المسرحية.
وقدم كاتب ومخرج المسرحية من خلال فصول (أبواب الريح) اسقاطات على الوضع السياسي للبلاد وانعكاساته السيئة على المجتمع وما يشهده المواطن من معاناة وظلم.
واستخدم المخرج أدوات يُمكن أن يُقال عنها غير مألوفة وجديدة كليا على المسرح الليبي حيث وظف الأزياء بطريقة مبتكرة واستخدم كذلك إطارات يبدو من خلالها الممثل وكأنه منفصل كليا عن خشبة المسرح في لوحة فنية جميلة ومدهشة بالإضافة لاستخدام الموسيقى أحيانا، وتنوعت اللغة المستخدمة بين الفصحى والعامية.
كما استخدم المخرج من ضمن تكوينات العرض الكراسي والبراويز المضيئة، والغريب أن خشبة المسرح تكاد تخلو من الديكور ما أوجد فضاء مسرحيا كبيرا أتاح حرية الحركة للممثلين وكان عددهم (8) تبادلوا الأدوار من فصل إلى آخر بأسلوب سلس ومترابط.
ولُوحظ أن عرض مسرح المرج من خلال (أبواب الريح) أبهر الحضور بجمال النص والمشاهد والأداء فهو عرض مسرحي حديث ومتكامل، بحسب آراء المتابعين.
وقال المخرج عبد السيد آدم في تصريح لوكالة الأنباء الليبية "إن مسرحية (أبواب الريح) حالة بحثية في المسرح اعتمدنا خلالها على أجناس مختلفة من الأدب مثل القصة والشعر والمقالة والرواية وكلها لا علاقة لها بالمسرح وقمنا بدمجها والخروج منها بعرض مسرحي. فنحن نقول من خلال النص إن الباب الذي تأتي منه الريح افتحه واجلس أمامه عوضا عما هو شائع في المثل الشعبي: (الباب إللى يجيك منه الريح سده واستريح).
وأوضح آدم أن النص يسرد قصة ولكن ليس بالشكل التقليدي بل بطريقة مفككة بحيث نترك للجمهور مهمة ربط الأحداث ببعضها البعض ولم نقدم وجبة بسيطة للجمهور بل سنجعله يشارك معنا في العرض وحثه على التفكير والمتابعة.
تدور أحداث (أبواب الريح) حول فكرة ما إذا فتح الإنسان الباب على نفسه فقد يصعب عليه إغلاقه، والباب الذي تأتي منه الريح لا تقفله بل اجلس أمامه وحينها فقط سوف تستريح. وباختصار تقود المسرحية الجمهور إلى التفكير خارج الصندوق باستخدام تقنيات غريبة نوعا ما على المسرح الليبي.
وشارك في تجسيد الشخصيات، الناجي عبد اللطيف، ناصر الأوجلي، فضيل بوعجيلة، عوض مجيد أحمد، حافظ افليفلة، عماد فضيل وعبد السلام الهتش.
وشارك في هذا العمل عاشور بوشوق في الإضاءة، أحمد نوح في كتابة الموسيقى وإدارة خشبية مصطفي محمد وخميس داوود، إشراف فني جمال زايد وإشراف عام ناصر الحاسي
وأقيمت بعد انتهاء العرض ندوة بحضور المخرج عبد السيد ادم أجاب خلالها عن كل التساؤلات التي وجهت له من قبل الجمهور. وكانت أولى الكلمات للفنان أنور التير من مدينة مصراته، مخرج مسرحية (الهامور) التي قدمت في وقت سابق أشاد فيها بالعرض المقدم من فرقة مسرح المرج وحيا المخرج عبد السيد آدم بقوله "أنت فنان مناضل" مثمنا المجهود المبذول وشكره على العرض الرائع. كما عبرت الأديبة د.رحاب شنيب عن إعجابها بالعرض واعتبرته من أفضل ما قدم في مهرجان بنغازي للفنون المسرحية حتى الآن.
(وال- بنغازي)