متابعة (وال) : جلسة حوارية في بنغازي بمناسبة اليوم العالمي للصحافة حول وسائل الإعلام والسلم الاجتماعي .
نشر بتاريخ:
بنغازي 05 مايو 2023 م (وال) – أستضاف مركز وهبي البوري الثقافي يوم أمس الخميس جلسة حوارية حول (وسائل الإعلام والسلم الاجتماعي) بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام.
وتضمنت هذه الجلسة الحوارية التي نظمها، المركز الوطني لبحوث الإعلام وعلوم الاتصال، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس من كلية الإعلام جامعة بنغازي، وحضور عدد من الصحفيين والأكاديميين، والمهتمين بالشأن الصحفي، أربعة محاور تناولت، محددات حرية الصحافة وعلاقتها بالممارسة الصحفية والسلم الاجتماعي، خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وآليات المواجهة، دور الإعلام في تعزيز ثقافة السلام واستراتيجيات الإعلام لتعزيز المصالحة الوطنية للسلم المجتمعي.
وتحدث الباحث في مجال الصحافة، الصحفي ناصر المالكي في المحور الأول عن محددات حرية الصحافة وعلاقتها بالممارسة الصحفية والسلم الاجتماعي، مشيرا إلى أن حرية الصحافة يمكن أن تمارس وفق محددات معينة، وهذه المحددات تجعل للصحافة دورا مهما في السلم الاجتماعي.
وأضاف أن من هذه المحددات، المفاهيم التي يجب أن توضح المعنى والمدلول بين خطاب الكراهية والاختلاف في الرأي، مشيرا إلى أن الاختلاف في الرأي يكون وفق هدف وأسس معينة، أما خطاب الكراهية فيميل إلى التشتت ودون هدف.
وقال إن من المحددات أيضا المحددات التشريعية وهي تلك التي يجب أن يلزم بها النشاط والعمل الإعلامي، والاقتصادي، معتبرا أن ذلك، بحسب رأيه، أمر بالغ الأهمية.
واعتبر المالكي في ذات السياق أن المحددات المهنية ضرورية، وهي تحدد السلوك المهني داخل المؤسسة، أو مواثيق الشرف الإعلامي التي تحدد آلية التعامل مع المؤسسات الإعلامية الأخرى.
واستطرد أن المحدد الرابع يتمثل في المحددات المختبرية ويشمل معايير المنظمات العالمية، كالوكالات العالمية ومنظمة (مراسلون بلا حدود)، التي تعتمد في مؤشراتها على مدى وجود حرية الصحافة من عدمها، من خلال الوضع السياسي والاقتصادي والتكنولوجي، كما توجد معايير المنظمات المختبرية المحلية كمنظمة (فالصو)، والهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي.
ورأى رئيس المركز الوطني لبحوث الإعلام وعلوم الاتصال، وعضو هيئة التدريس بكلية الإعلام دكتور ياسين الحسنوني في تقديمه للمحور الثاني حول (خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وآليات المواجهة)، أن لوسائل الإعلام تأثيرها على الرأي العام من خلال طرحها لهذه الموضوعات، كونها تقدم مضامين التحريض على العنف والكراهية، وبرزت أكثر من خلال الإعلام الرقمي، وعلى رأسها منصات التواصل الاجتماعي، والتي استُغلت لتصبح منبرا يشكل خطرا على الجوانب الاجتماعية والثقافية وخاصة فئة الشباب، والتي أدت إلى الأضرار بالنسيج الاجتماعي وأصبحت ظاهرة حتى على المستوى العالمي، والمحلي خاصة، ثم محاولة التصدي لها، حسب رأيه.
وأضاف أن "حرية التعبير المطلقة في العالم الافتراضي أصبحت منبرا لمن لا منبر له، وأبرزت الجانب السلبي في تلك المنصات، حيث أصبحت تعج بخطاب الكراهية، الذي يشكل خطرا كبيرا على المستوى الثقافي، والاجتماعي، والأخلاقي، مع عدم وجود قوانين تنظم عمل تلك المنصات"، مضيفا أن بعض الدول العربية كالأردن والمغرب حددت أنظمة العمل لتلك المنصات.
ورأى الحسنوني في الجانب القانوني أن غياب القوانين التي تحدد العمل الإعلامي، ساهم في تصعيد وتأجيج خطاب الكراهية المتمثل في التحريض والإهانة المتكررة الموجهة لبعض الأفراد والجماعات، والتحريض أيضا على التمييز العنصري، وهنا، يقول الباحث، "لابد من مواجهة هذا الخطاب بزيادة الوعي للأفراد وأهمية التعددية، مع تشكيل لجان لمتابعة رصد خطاب الكراهية، وتقديم الدعم النفسي والقانوني، للأشخاص الذين تعرضوا لذلك".
وتناولت الباحثة سناء البرعصي في المحور الثالث عن (دور الإعلام في تعزيز ثقافة السلام)، دور الإعلام في الأزمات السياسية والأمنية، والأثر الإيجابي للخطاب الإعلامي في نشر السلام، مؤكدة أن نشر خطاب التسامح عبر وسائل الإعلام يؤثر بشكل كبير في تغيير ثقافة المجتمع من العنف إلى التسامح والسلام، ومشددة على ضرورة التركيز على عدم التفريق بين الطوائف المختلفة، وإحلال التوافق بين جميع فئات المجتمع.
وركزت رئيس الجمعية العمومية للمركز الوطني لبحوث الإعلام و علوم الاتصال، وكيل كلية الإعلام بجامعة بنغازي دكتور سليمة زيدان، في المحور الرابع حول (استراتيجيات الإعلام لتعزيز المصالحة الوطنية للسلم المجتمعي)، على أهمية ان يكون للإعلام استراتيجيات من خلال نقاط مهمة وهي، الرسالة الاتصالية العميقة التي تحمل مضامين قيمة ولها عمق، ومن شأنها أن تحدث فروقا بين مستخدمي تلك الرسائل، وبالتالي حدوث فارق بين أفراد المجتمع، من حيث التأثير، ومن خلال صناعتها في الوقت المناسب لتحقيق السلام والتعايش السلمي.
كما ركزت كذلك على أهمية ثقافة العفو وتقبل الآخر، ونبذ الصراع والاحتكام للغة العقل، مشيرة على ان الدراما لها تأثير كبير على المتلقي لتدعو في هذا الصدد على وجوب توظيفها كرافد من روافد السلام.
ودعت زيدان إلى ضرورة ضبط الرسالة الاتصالية وفقا لضوابط العمل الإعلامي، مع كشف الأطراف الداعمة والمشاركة في تغذية خطاب الكراهية والصراع، إلى جانب التركيز على خصائص القائم بالاتصال والعمل على تأهيله، بداية من التركيز على تخصصه، مع تدريب القائم بالاتصال، وخاصة على المصالحات التي تكون خارج البلاد لمعرفة كيفية التعامل مع تلك الفعاليات محليا.
وخلصت إلى أن ذلك من شأنه أن يُوصل إلى منظومة إعلامية متكاملة تصل إلى بناء المجتمعات وتنميتها، وتحقيق المصالحة، في إطار وجود نظام إعلامي ثابت ومستقر، يعمل من خلال القائمين عليه بمواثيق الشرف الإعلامي المحلي، لبناء النسيج الاجتماعي، والبعد عن كل ما يعمل على زعزعته وعدم استقراره.
وجرى في ختام هذه الجلسة الحوارية نقاش مستفيض بين الحاضرين ومقدمي المحاور وطرح التساؤلات ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها برؤية تخدم المجتمع من خلال وسائل الإعلام بمختلف آلياتها.
(وال)