في اليوم العالمي للصحافة: محرر (وال) يدعو الصحفيين الليبيين إلى الوحدة ورفض حالة الاستقطاب التي تعيشها البلاد ونبذها.
نشر بتاريخ:
طرابلس 03 مايو 2023 م (وال) – يصادف اليوم الثالث من مايو الذكرى السنوية الـ (30) لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإعلان يوم دولي لحرية الصحافة.
ويحتفل الصحفيون في العالم كل عام بهذا اليوم باعتباره مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وبمثابة يوم للمراجعة والتقييم بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، والالتزام بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.
وهنأ محرر الشؤون الدولية بوكالة الأنباء الليبية بهذه المناسبة، كافة الصحفيين الليبيين وزملاء "صاحبة الجلالة" في الدول الشقيقة والصديقة في سائر أنحاء العالم.
وقال في تعليق له إنه على الرغم من مرور ثلاثة عقود على تبني على هذا الإعلان المهيب في الثالث من مايو عام 1993 تحت شعار "تمكين الصحافة والصحفيين من الوصول إلى المعلومة وحرية التعبير" إلا أن واقع الحال يكشف أن هذه الأماني لا تزال نسبية في كافة دول العالم دون استثناء.
ولاحظ المحرر أنه بالرغم من الانتشار الواسع للتقنيات الرقمية التي أتاحتها ثورة المعلومات والاتصالات إلا أن الفيضان المعلوماتي من الشمال إلى الجنوب لا يزال يهيمن على المشهد الإعلامي الدولي.
وأضاف المحرر أن المشهد الإعلامي الليبي لا يزال يعيش فوضى عارمة بسبب ضعف الدولة والانقسام السياسي والصراع على السلطة والنفوذ، ناهيك عن الانتشار الواسع للسلاح وعمليات الاستقطاب وشراء الذمم وقمع الحريات.
وقال إن وكالة الأنباء الليبية، رغم أزمة السلطة التي تعيشها البلاد، وعمليات الاستقطاب الواسعة، ظل شعارها ومنهجها وسياستها التحريرية هو الالتزام بأصول وأخلاقيات العمل الصحفي المهني، واستطاعت أن تُحافظ إلى حد كبير على مسافة واحدة من أطراف الصراع على السلطة، ومنعت تشظي هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية العريقة رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد وضبابية المشهد السياسي بشكل عام.
ودعا محرر الشؤون الدولية بـ (وال) السلطات المختصة في بلادنا إلى مواكبة المتغيرات المحلية والدولية وتخفيف القبضة الحكومية على وسائل الإعلام وسن القوانين اللازمة لترقية المشهد الإعلامي الليبي وتطوير الكليات المختصة، مجددا في ذات الوقت الدعوة للصحفيين الليبيين إلى الوحدة ورفض حالة الاستقطاب التي تعيشها البلاد اليوم ونبذها ودفع السلطة التشريعية لإصدار قانون جديد للصحافة والمشاركة في صياغته، والسعي الجدي لتأسيس النقابة العامة للصحفيين وبيت الصحافة الليبية وبناء نوادي للصحافيين الليبيين في ربوع ليبيا .
وأكد المحرر على أن حرية الصحافة والتعبير تبقى مسألة نسبية في سائر دول العالم مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت مجددا زيف شعار حرية الصحافة والتعبير حيث يعيش الرأي العام الدولي اليوم موجات من التضليل والضخ الإعلامي المفبرك من أطراف هذا الصراع بين روسيا من جهة، وأوكرانيا المدعومة من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو، من جهة أخرى.
وأعاد المحرر في هذا الصدد إلى الأذهان قيام الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بتسخير وسائل الإعلام الأمريكية والدولية جميعها في تضليل الرأي العام الأمريكي والدولي خلال حرب العراق وضخ آلاف التقارير الإعلامية التي اتضح بعد تدمير العراق زيفها.
واستشهد كذلك بهيمنة السلطات الأمريكية على وسائل الإعلام الأمريكية رغم حرية التعبير ومنعها من نشر صور ضحايا هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون في حين تنشر على نطاق واسع ودون مراعاة لمشاعر الآخرين ودون ضوابط أخلاقية صور ضحايا الحروب والنزاعات في المنطقة العربية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، مبينا أن التصنيف العالمي لحرية الصحافة تصنيف مجحف في كثير من الأحيان ولا يعبر عن الواقع نظرا لوقوع المنظمات والهيئات الدولية التي تشرف على هذه التصنيفات تحت تأثير المصالح السياسية للدول الكبرى واللوبيات النافذة .
ودعا المحرر في ختام تعليقه إلى ضرورة تنقية الفضاء الإعلامي الدولي من عمليات التضليل الواسعة لخدمة مصالح قوى دولية وإقليمية مهيمنة وأيديولوجيات متعصبة ومتشددة مشيرا إلى أن ثورة المعلومات والاتصالات التي أنتجت الفضاء الرقمي الدولي ساهمت في هذه السياسات المضللة وفي انتشار الحروب الدعائية للحكومات لإذكاء النزاعات والفتن وترسيخ مصالح القوى المهيمنة.
(وال)