Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

محرر الشؤون المحلية ( بوال ) : ثورة فبراير لحظة تاريخية ممهورة بالدم يتعين التأمل فيها .

نشر بتاريخ:

طرابلس 17 فبراير 2023 م  (وال) - تحل اليوم الجمعة الذكرى 12 لثورة 17 فبراير 2011 التي وضعت حدا لنظام شمولي استمر 42 عاما رغم بعض الإنجازات التي لا يمكن القفز عليها مثل إجلاء القوات والقواعد الأجنبية وبقايا الطليان الفاشيست ، وتأميم النفط ، وتنفيذ مشروع النهر الصناعي إلا أنه غلب عليها سنوات طويلة من قمع الحريات وشنق طلبة الجامعات وملاحقة المعارضين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، ومواجهات مع الداخل والخارج لم تُعط أية نتائج عدا سنوات طويلة من الحصار وتعطيل حركة التنمية وانهيار القطاعات الأساسية مثل التعليم والصحة ودمار البنى التحتية ناهيك عن حروب عبثية لا تزال ليبيا تدفع ثمنا باهضا لها إلى اليوم .

    وتأتي هذه الذكرى وسط استمرار الصراع على السلطة والنفوذ والانقسام السياسي إلا أن الشعب الليبي الذي يستحضر كفاح الآباء والأجداد المشرف ضد جحافل الاستعمار البغيض هو اليوم، مهما توهم الواهمون، أشد صلابة وقوة في الشرق والجنوب والغرب، على التمسك بحريته وقيام الدولة المدنية، دولة القانون والمؤسسات والتداول السلمي على السلطة، وبناء ليبيا الجديدة الواحدة الموحدة.

  إن الوضع المتأزم الذي تعيشه ليبيا اليوم لا يعود فقط للصراع المحموم على السلطة بين فرقاء يبدو أن الحفاظ على استقلال ليبيا وصون سيادتها لا تشكل أولوية لديهم، وإنما كذلك للتدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي من قوى عالمية وإقليمية ومن بعض دول الجوار التي لا يهمها فاتورة الدم الطويلة التي لا يزال يدفعها الشعب الليبي بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها في نهب ثروات ليبيا ومواردها واستغلال موقعها الإستراتيجي في وسط الوطن العربي وفي قلب القارة الأفريقية وعلى الضفة الجنوبية للبحر المتوسط.

  إن المعارك من أجل الحرية والاستقلال وإرساء ثقافة الديمقراطية ليست بالمعارك الهينة والسهلة بل إنها مسار نضالي طويل يتطلب صبرا وتضحيات كبيرة، وقد برهن الشعب الليبي بالأمس القريب أنه يستطيع الصبر ، لكن صبره له حدود وخطوط حمراء غير تلك التي رسمها الواهمون، وهي وحدة ليبيا وشعبها وسيادتها على كامل ترابها وأجوائها ومياهها الإقليمية والاقتصادية ، وتسخير ثرواتها لصالح الشعب الليبي ورفاهيته وكرامته .

  ان الشعب الليبي وهو يحيي ذكرى ثورة فبراير يعلق أمالا واسعة على الصحوة الوطنية وحب ليبيا ، ولم يفقد الأمل في سطوع الضوء ونهوض أبنائه للخروج من عنق الزجاجة ، وحالة الجمود السياسي ، ولعل من بين المؤشرات الإيجابية جهود المصالحة الوطنية ، ونتائج اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5 ) التي تبعث اليوم بارقة أمل يتعين على الشعب الليبي إسنادها والوقوف بقوة وراءها لطرد المرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين دنسوا التراب الليبي ومحاسبة المتورطين في استباحة ليبيا وأرضها ، واستعادة الحقوق على الأرض وفي الجو والمياه كاملة دون نقصان .

 لا شك أن ثورة 17 فبراير لحظة تاريخية ممهورة بالدم في تاريخ ليبيا المعاصر يتعين التأمل فيها وفي التضحيات التي رافقتها والتأمل كذلك في أولئك الذين قفزوا عليها وعلى هذه التضحيات ودعوتهم إلى الكف عن هذا العبث حتى يتمكن الشعب الليبي من الانطلاق في بناء حاضره ومستقبله الساعي إلى الأفضل ومقاربة معاركه من أجل التنمية والتقدم.

   ... (وال)...