Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

براغماتية اقتصادية تدفع المغرب إلى الترحيب باستيراد المحروقات الروسية.

نشر بتاريخ:

الرباط 07 فبراير2023 م (وال)- دخل قرار حظر استيراد المنتجات البترولية الروسية إلى الاتحاد الأوروبي ابتداء من يوم أمس الأحد، حيز التنفيذ، بعد أن جرى اتخاذه في يونيو الماضي. 

ويأتي هذا القرار الأوروبي بهدف تقليص عائدات روسيا من مبيعات الطاقة، وبالتالي الحد من قدرتها على تمويل حربها في أوكرانيا.

وبدأت موسكو، في الفترة الأخيرة، تقوم بالبحث عن أسواق أخرى لتزويدها بالمواد البترولية تحسبا لهذا القرار الأوروبي، حيث فتحت أبوابها على مجموعة من الدول، ضمنها المغرب.

وتفيد البيانات الاقتصادية بأن روسيا عملت على تكثيف إمداداتها من المواد الطاقية إلى المغرب وبعض الدول، في خطوة استباقية لشروع تنفيذ الحظر الأوروبي على منتجاتها.

في هذا الصدد، سجل الخبير الاقتصادي المغربي، رشيد ساري أن الأزمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي وصلت منعطفا جد خطير، على اعتبار أن ما رصده مجموعة من الخبراء يفيد بكون ما تجنيه موسكو من مبيعاتها لمختلف مصادر الطاقة إلى الاتحاد يصل 67 مليار يورو، بينما تكلفة الحرب تصل إلى 60 مليار يورو، وهو ما يفيد بأن روسيا تمول حربها ضد أوكرانيا على حساب أوروبا.

ولفت المتحدث نفسه إلى أن الاتحاد الأوروبي فطن إلى أن ما تزود به روسيا هذه الدول كان بمثابة تمديد للحرب وللأزمة التي تنعكس على الاتحاد.

وأشار رشيد ساري، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، إلى أن روسيا، بعدما عاشت أوروبا فصل شتاء دافئ وليس باردا كما كان متوقعا، عملت على البحث عن خطة لتعويض زبونها الاتحاد الأوروبي الذي صار يشكل بالنسبة لها اليوم عدوا، الأمر الذي جعلها تطرق باب دول إفريقية وعربية، ضمنها المغرب.

وأضاف الخبير الاقتصادي نفسه أن ما سيتحصل عليه المغرب من براميل البترول الروسي، وبالرغم من أن الكمية لن تحل الأزمة "لكن سيكون له انعكاس كبير جدا على الفاتورة الطاقية للمغرب، على اعتبار أن هذه الفاتورة من أسباب العجز التي يتكبدها في ميزانيته.

وأبرز أن لجوء المغرب إلى مواد طاقية روسية لا يعتبر ردا على قرار البرلمان الأوروبي، وإنما دواع اقتصادية وبراغماتية تجعله في استعداد لاستقبال هذه المواد.

واستهجن الخبير المغربي ما اعتبره بـ "ترهات" البرلمان الأوروبي التي قال إنها "ليست وليدة اللحظة"، مؤكدا أن "المغرب يتمتع بسيادته الخاصة ولا ينتظر إملاءات أحد، وله مجموعة من الشراكات الاقتصادية مع روسيا والصين وأمريكا وغيرها.

وأضاف أنه "لا يمكن أن نجعل هذا الخلاف والترهات من البرلمان الأوروبي كرد فعل، لأن المغرب لا يتعامل بهذا المنطق. والدليل على ذلك هو أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وإسبانيا لم تتأثر خلال الأزمة الخانقة بين البلدين، حيث شهدت سنة 2021 التي عرفت قمة الأزمة تحقيق مدريد ارتفاعا في صادراتها نحو المغرب بـ 29 بالمائة، فيما حقق المغرب ارتفاعا في صادراته نحو هذا البلد بـ 14 في المائة. لذلك، فالمغرب يترفع بأن يتعامل بهذا المنطق.

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي والمالي المغربي الطيب أعيس أن هذا الحظر الأوروبي للمنتجات البترولية الروسية، الذي دخل حيز التنفيذ، قد تعتبره موسكو "إعلانا للحرب ضدها من طرف الغرب، وهو ما قد يعقد من الوضعية في أوكرانيا واستفحال الحرب وتتطور إلى ما لا يحمد عقباه .

وشدد الخبير المالي، في تصريح لصحيفة هسبريس المغربية، على أن روسيا من حقها، في ظل هذا القرار الأوروبي، بيع منتوجاتها البترولية ومن حق بقية دول العالم استيرادها، ومن ضمنها المغرب .

ولفت الطيب أعيس إلى أن المغرب "من حقه استيراد هذه المنتجات الروسية بالثمن الذي تراه مناسبا، ومن حق المغرب التزود بهذه الطاقة الحيوية سواء البترول أو الغاز أو باقي المواد"، مؤكدا أن "المغرب بلد حر، ويمكن أن يستورد من أي بلد يريد حسب مصلحته، فهو يجب أن يراعي مصلحته لاغير .

(وال)