في دراسة طبية تلقتها (وال) : الاستشاري الليبي ( ابوقرين ) يسلط الضوء على القصور في الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية.
نشر بتاريخ:طرابلس 04 يناير 2023 م (وال) – سلط عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية الاستشاري الليبي " على المبروك أبوقرين " الضوء على القصور في الأنظمة الصحية العربية والدولية بالاهتمام وتوفير الصحة العقلية والنفسية والتركيز فقط على الصحة البدنية، وهو ما يخالف التعريف الذي تنادي به منظمة الصحة العالمية منذ عام 1948 بان الصحة هي حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل وليس مجرد الخلو من المرض او العجز.
وقال الاستشاري الليبي " على ابوقرين " في دراسة طبية بعنوان (الخدمات الصحية الاساسية المفقودة - الصحة العقلية والنفسية) إنه للأسف جميع الأنظمة الصحية تركز على الصحة البدنية وهناك قصور واضح في توفير الرعاية الصحية العقلية والنفسية في كل دول العالم، وقد تكون معدومة أو مفقودة في معظم البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، ودولنا العربية لا تختلف كثيرا عنها بل أسواء .
وأوضح " ابوقرين " في الدراسة التي تلقت وكالة الانباء الليبية نسخة منها أن فجوة التغطية الصحية في رعاية الصحة النفسية والعقلية تصل إلى أكثر من 90% من الحالات في معظم البلدان ، وان توفرت تتركز التغطية على مستويات خدمات الرعاية الثانوية ( بعض المستشفيات النفسية والعقلية التي لا تتوفر في معظمها بنى تحتية متكاملة حديثة ومتطورة ( تذكرنا بعضها بالبيمارستانات لقدمها ) ومعظمها تعاني من الوصمة وتعاني في مجملها من النقص الحاد في القوى العاملة الصحية المؤهلة والكافية ) ومقصور في مجملها على بعض المدن الكبرى أو بعض المصحات والعيادات الخاصة العصرية .
وأشار إلى أن النقص الحاد جدا في الأطباء والممارسين المتخصصين في الصحة العقلية والنفسية يتطلب اعادة النظر في توفير خدمات رعاية الصحة النفسية والعقلية بإمكانيات أفضل بكثير، خاصة مع الانتشار الكبير والمتزايد في الوقت الحاضر للاضطرابات العقلية والنفسية المسؤولة عن معاناة كبيرة للناس، وكثير منها مرتبط أو مشترك ومتشابك بمشاكل صحية بدنية، لافتا إلى مشاكل الصحة العقلية تجعل الحياة لا تطاق للأشخاص الذين يعانون منها ولذويهم والمجتمع.
وأعرب " ابوقرين " عن اسفه من التقليل من شدة أعباء المرض النفسي على الصحة والإنتاجية في جميع أنحاء العالم ، في الوقت الذي ترتفع نسب الاضطرابات النفسية والعقلية في كل دول ألعالم غنيها وفقيرها ، ونسائها ورجالها ، وجميع الفئات العمرية ، والريف والحضر ، وفي الأوساط المتعلمة والمثقفة والأمية والجاهلة ، مع الوضع في الاعتبار أن الفقر والبطالة والصراعات والنزاعات والحروب ، وما يترتب عنها من هجرة ولجوء ونزوح ، وأوضاع الحياة المجهدة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ، وعدم الاستقرار ، والغلاء تزيد جميعها من الاضطرابات النفسية والعقلية ، والتي بدورها تؤدي الى العديد من الأمراض الجسدية .
وشدد " ابوقرين " على أن المفهوم الشامل للصحة النفسية والعقلية هو حالة من الرفاه يكون فيها الفرد قادرًا على استخدام مهاراته الخاصة، والتعافي من الإجهاد الروتيني والقدرة على الإنتاجية، والمساهمة في بيئته.
وفي جانب أخر من الدراسة الطبية وبعنوان فرعي (صحة الفرد هي في سلامته العقلية) طالب بتصحيح مفاهيم الاضطرابات النفسية والعقلية ، واعتبارها مشاكل صحية صريحة ، ويمكن علاجها ، ولها أدويتها وبرتوكولاتها الوقائية والعلاجية والتأهيلية ، مبينا أنه لا توجد خدمات صحية كاملة دون الاهتمام باحتياجات الصحة النفسية والعقلية للسكان ، عليه يجب العمل على بناء مفاهيم لكيفية دمج وتوسيع نطاق الوصول الى الرعاية الصحية العقلية والنفسية اللائقة في البنية التحتية الصحية الحالية في بلداننا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة ، وتمكين الجميع دون استثناء للوصول إلى أعلى معايير الصحة التي يمكن بلوغها دون المعاناة من ضائقة مالية ، او تنقل لمسافات بعيدة ترهق الناس .
ولفت " أبوقرين " إلى أن العديد من الاضطرابات العقلية والنفسية لكافة الفئات العمرية يمكن ان تقدم لها رعاية صحية من خلال منظومة الرعاية الصحية الاولية وبشكل أفضل مما يقدم بمستشفيات الأمراض النفسية، وبالإمكان تشخيص الاكتئاب الخفيف والمتوسط والشديد وعلاجه والكثير من الأمراض النفسية الأخرى في مراكز الرعاية الصحية الأولية ، مؤكدا على أنه لتوفير ذلك يجب تعزيز السياسات والاستراتيجيات والخطط والقوانين والقرارات للصحة والصحة العقلية والنفسية ، وتطوير نظام الرعاية الصحية الأولية ، ودمج الصحة العقلية داخل هذا النظام الذي يجب أن يكون فعال مبني على نظم صحيحة ، وبنى تحتية متكاملة ، وكوادر مؤهلة ومدربة ، مع نظام إحالة جيد بين الرعاية الأولية ومرافق الصحة العقلية والنفسية ، ويتطلب أعادة هيكلة النظام الصحي ، وإعادة النظر في مناهج التعليم والتدريب الطبي والصحي ليغطي القوى العاملة الصحية المؤهلة المطلوبة للقيام بأعمالها من خلال منظومة الرعاية الصحية الأولية وسلسة الخدمات العلاجية بمستويات خدمات الرعاية الصحية العقلية والنفسية ..
وأختتم الاستشاري الليبي الدكتور " على ابوقرين " دراسته الطبية بالمطالبة بتعزيز الصحة وتعميم واعتماد السياسات الصحية على كل القطاعات وتوسيع نطاق الرعاية الصحية الاولية ودمج الكثير من الخدمات الصحية المفقودة وتقوية النظم الصحية وتستطيع ان تكون قادرة على الاستجابة والمرونة والتعامل مع الازمات والكوارث الصحية والانسانية مع الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية بجودة عالية لكل المرضى وتكون النظم الصحية قادرة على مواكبة التطور العلمي والمعرفي والتقني والتكنولوجي والذي يتطلب مضاعفة القوى العاملة الصحية والدعم التمويلي المستمر والحوكمة والتعليم المتقدم والتدريب الراقي المستمر والإرادة والإدارة ..
(وال)