في تقرير تحصلت ( وال ) على نسخة منه : رئيسة قسم أمراض الدم والأورام ببنغازي تحذر من الظروف الصعبة لمعاناة الأطفال المصابين .
نشر بتاريخ:بنغازي 11 اغسطس 2022 ( وال )- حذّرت رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي ، الدكتورة " نورا الترهوني " ، من تداعيات إهمال وعدم مراعاة الظروف الصعبة لمعاناة الأطفال المصابين بالأورام عدا عن الارتفاع الملحوظ بالإصابة خلال السنوات الأخيرة .
وناشدت " الترهوني " في تقرير تحصلت وكالة الانباء الليبية على نسخة منه لجنة الصحة في مجلس النواب ، إلى الوقوف وقفة جادة لحلحلة الصعوبات التي يوجهها الأطفال المرضى ، والقسم المعني بتقديم الخدمات الصحية لهم .
وكشف " الترهوني " أن قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي ، يُقدم خدمات كمركز أورام متخصص ، ويعتمد بنسبة 70 في المئة على التبرعات والعمل الخيري ، مبينة أن ما يعادل 100 حالة أورام أطفال جديدة يتم تشخيص سنويا على مدار 5 سنوات الماضية كمتوسط .
وأوضحت أن الحالات التي تتلقى العلاج في قسم أمراض الدم والأورام تصل إلى "200 طفل" من الجنسين بأعمار تتراوح ما بين 6 أشهر و16 عاماً ، مشيرة إلى أن القسم يغطي
مساحة جغرافية شاسعة من الدولة الليبية تمتد من امساعد شرقاً وحتى سرت غرباً وسبها جنوباً .
ووصفت الدكتورة " الترهوني " معدلات الشفاء بالمتوسطة ، حيث أن السعة السريرية بالقسم لا تتجاوز عدد 18 سرير وغير مطابق للمعايير القياسية لمراكز الأورام من حيث الإنشاء واحتياجه الشديد للصيانة وكونه موجود في الطابق الثالث لأحد مباني المستشفى وفوق قسم العزل مباشرةً ، بالاضافة إلى عدم توفر معمل متخصص لتحضير الكيماوي والاعتماد على الطرق البدائية في التحضير .
ولفتت " الترهوني " إلى عدم وجود قسم عناية خاص بحالات الأورام ، ونقص الطاقم الطبي العامل في القسم من حيث أعداد الأطباء والتمريض والصيادلة واحتياجهم للتدريب والتطوير ، وكذلك نقص التحاليل الدقيقة في التشخيص والمتابعة مما يضطر الأهل لإجرائها بالمعامل الخاصة أو السفر للخارج (ويؤدي الضعف في التشخيص أو التأخر في التشخيص ) .
كما أن القسم يعاني من نقص العلاج بجميع أنواعه من حيث الجراحة المتخصصة وأدوية الكيماوي والعلاج الإشعاعي وزراعة النخاع ، و عدم وجود آلية ثابتة وواضحة فيما يخص حالات العلاج في الخارج وإحداث توأمة مع مراكز الأورام في الخارج .
وأورد تقرير رئيس قسم أمراض الدم والأورام ، جملة من "الحقائق الرئيسية" من بينها ، يُصاب بالأورام على المستوى الدولي في كل عام نحو ( 400000 ) طفل ومراهق تتراوح أعمارهم ما بين 0 سنة و 19 سنة .
وأوضح التقرير أن أكثر أنواع الأورام شيوعاً بين الأطفال ورم الدم"اللوكيميا" وورم الدماغ والأورام اللمفاوية والأورام الصلبة، مثل أورام الأرومة العصبية وأورام ويلمز ، مشيرا إلى أن البلدان المرتفعة الدخل التي تُتاح فيها عموماً خدمات شاملة ، يُشفى أكثر من 80 في المئة من الأطفال المصابين بالأورام، وفي البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، يُشفى أقل من 30 في المئة من هؤلاء الأطفال .
واكد التقرير على امكانية علاج معظم أنواع أورام الأطفال بالأدوية الكيماوية وغيرها من أنواع العلاج، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي .
وأرجع التقرير حالات الوفيات الناجمة عن أنواع أورام الأطفال التي يمكن تجنبها في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل إلى ضعف التشخيص أو التشخيص الخاطىء أو التأخر في التشخيص ، وإلى عقبات تحول دون إتاحة الرعاية ، وإلى التخلي عن العلاج ، وإلى الوفاة بسبب سميّة المرض والإنتكاسة .
وبين التقرير أن البلدان المنخفضة الدخل متاح فيها 29 في المئة فقط من أدوية الأورام لعموم السكان هذه البلدان ، بينما في البلدان المرتفعة الدخل يتوفر 96 في المئة من هذه الأدوية .
وأوصت رئيسة القسم ، دكتورة " نورا الترهوني " في تقريرها على ضرورة العمل بجدية لتقليل المعوقات التي لا تزال قائمة فيما يتعلق برعاية الأطفال المصابين بالأورام، بحث يتحصل كل طفل مصاب على أفضل فرصة في الحياة من خلال تقديم الرعاية الطبية الشاملة وإنشاء مركز متخصص لأمراض الدم والأورام في مدينة بنغازي ، وإنشاء منظومة لجمع البيانات عن حالات الأطفال المصابين من أجل تطوير وتحسين نوعية الرعاية الطبية المقدمة لهم .
...( وال-بنغازي )...