في ملتقى (نضال المرأة الجزائرية): وزيرة الشؤون الاجتماعية تسلط الضوء على نضالات المرأة الليبية قبل وبعد الاستقلال، ودورها المستقبلي في خروج البلاد من أزماتها.
نشر بتاريخ:
طرابلس 31 يوليو 2022 م (وال) – طالبت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة الوطنية " وفاء الكيلاني " بوضع "خارطة طريق نسوية" مستلهمة من نضال وكفاح المرأة وعملها المتواصل من أجل السلام وتحقيق والاستقرار الدائم والشامل للشعوب والتي من شأنها أن تتدخل لتصحيح الأوضاع، وإيجاد حلولاً عاجلة وجذرية لمختلف الازمات التي تعصف بالمنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في اعمال الملتقى الدولي حول "نضال المرأة الجزائرية " كنموذج لنضال المرأة العربية في تحرير الاوطان"، والذي افتتحه رئيس الوزراء الجزائري " أيمن بن عبد الرحمن" بحضور المجاهدات الجزائريات اللاتي صنعن تاريخ المجد الجزائري.
وتقدمت الوزيرة " في مستهل كلمتها بالشكر لدولة الجزائر حكومة وشعباً، لدعوتها للمشاركة في هذا المتلقي العالمي المُحتفي بنضال المرأة الجزائرية، وتضحياتها التاريخية ، والتي التي أسست لرمز مُلهم للمرأة في العالم، وللمرأة العربية بالذات في طريق كفاحها الطويل من أجل الحرية والاستقلال، وتحقيق مجتمع العدل والحق ، لافتة إلى أن المرأة التي تمنح الحياة تستشعر، بوعي دافق، وحاجة الامة اليوم للسلام وللاستقرار الدائم والشامل" ، مبينة أن الخارطة التي تتبناها ممن شأنها أن تستلهم من كفاح المرأة الجزائرية ووقفة النساء الجزائريات اللاتي استطعن خلق تاريخ البلد، وتاريخ مُشرف لنضال النساء في العالم والمساواة.
واستعرضت " وفاء الكيلاني " نضال المرأة الليبية من أجل هذه القيم، والتي سجلها التاريخ بأحرف من نور، في صفحات جهادها ضد المستعمر الايطالي، الذي نصب لها المشانق، وتدلت منها اجساد نساء ليبيا المجاهدات الي جانب اجساد رجالها المجاهدين، دون أن يهد ذلك من عزيمتها الجبارة".
وشددت الوزيرة على أن المرأة الليبية خاضت ملاحم الجهاد ضد المستعمر الايطالي جنبا الي جنب مع اشقائها الرجال، وكانت رمزا ملهما وقائدة في صفوف المقاومة الاولي، وهو ما لم ينكره المستعمر الغربي ـ واعترف به في وثائقه - مستشهدة بما نشرته الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت واطلقت على "سليمة بنت مقوس الفزانية " التي جاءت إلى طرابلس على رأس كتيبة من نساء الجنوب لتقود المعارك المنتصرة ضد الطليان في طرابلس اسم (جان دارك العرب) .
وتطرقت الوزيرة إلى تاريخية التكامل النضالي بين نساء ليبيا والجزائر، رغم وقوع هذا البلد الشقيق تحت نير الاستعمار الفرنسي حينها، حيث قامت الشقيقات الجزائريات بوقفات باهرة مع جهاد نساء ليبيا، خاصة عبر الثغور الجنوبية التي شهدت ملاحم بطولية للنضال ضد كافة اشكال الاستعمار الذي كان يحاول أن يطمس ملامح هويتنا المشتركة.
وسلطت الوزيرة " الكيلاني " الضوء على مسارعة المرأة الليبية وعدم تأخرها في مساندة شقيقاتها واشقائها في الجزائر في معارك التحرير الخالدة، وذلك بتشكيل نساء ليبيا القاعدة الخلفية لتزويد ثوار الجزائر بما يلزم من زاد وعتاد وجمع للتبرعات، كما كانت سند مستمر للثوار سواء في مسالك العبور بالإمدادات، او من خلال الوقفات الضرورية لاستراحة المحارب، موضحة أن السلاح الذي كان يُهرب للثوار من مختلف مناطق الامة نحو الجزائر، كانت النساء الليبيات في الجنوب الليبي العريق تراعى مروره، عبر الثغور الجنوبية.
كما احتضنت العائلات الليبية – حسبما جاء في كلمة الوزيرة - أطفال الجزائر ممن فقدوا ذويهم خلال حرب التحرير، وحتى ساعة الاستقلال وعودتهم إلى وطنهم معززين مكرمين، مؤكدة أن تداخل كفاح نساء البلدين الشقيقين كان له الدور الهام في استمرارية النضال والكفاح، حتى التتويج التاريخي لليبيا، ثم للجزائر بالاستقلال والحرية".
وتطرقت وزيرة الشؤون الاجتماعية في كلمتها لمكاسب ووضع المرأة الليبية بعد الاستقلال قائلة إنه على الرغم من هذا السجل المشرف لكفاح المرأة الليبية ضد المستعمر، إلا ان الاجحاف سرعان ما لحق بها، حيث تصدر الرجال المشهد في ليبيا، وقلما حظيت النساء بعد الاستقلال، بالمكانة التي يؤهلها لها دورها التاريخي.
ونوهت الوزيرة إلى أنه كان على المرأة الليبية أن تستمر في النضال من اجل حقوقها ومن أجل الوطن، وان تلتحق بصفوف المعارضة عندما تعسر الوضع الديمقراطي في البلد، وكان لها أن تقف جنبا الي جنب مع رفاقها في صفوف الثورة التي صنعت هذا العهد الجديد لليبيا.
وتناولت الوزيرة في كلمتها ما أسمته بفجر التغييرات الجديدة باتجاه تمكين المرأة في ليبيا بإعطاء حكومة الوحدة الوطنية للمرأة مكانة أساسية، بإدارتها لخمس حقائب وزارية لتمكين المرأة، تمثل مختلف مكونات الشعب الليبي، وعلى رأسها أهم الوزارات السيادية، وهي الخارجية والتعاون الدولي، والعدل، والثقافة والتنمية المعرفية ، والشؤون الاجتماعية ، وشؤون المرأة ".
وأوضحت أنه وفق هذا المنحى تحقق لنا، نحن الوزيرات، أن نعمل اليد في اليد مع زملائنا الوزراء ، للبحث عن مخارج ناجعة للمختنقات التي انتجتها الأزمات المختلفة التي مرت بها البلد، وهو الدور الذي يضيف بصمة مهمة في سجل إنجازات المرأة الليبية."
وكان رئيس الوزراء الجزائري قد أكد في كلمته الافتتاحية للملتقى على الدور البطولي الذي لعبته المجاهدات الفدائيات الجزائريات ضد الاستعمار الفرنسي، واللاتي لولاهن لما قامت دولة الاستقلال والحرية في الجزائر المنتصرة".
من جانبها اعتبرت وزيرة التضامن والأسرة الجزائرية " كوثر كريكو " أن هذا الملتقى يمثل رمزية عالية للمرأة الجزائرية، ووقفة تحية وعرفان لنضالات وتضحيات المرأة الجزائرية ومن خلالها كل نساء العام المنخرطات في مسعى تحرير شعوبهن وتعمير أوطانهن، ومنبرا لانسجام أخوي وتقارب دولي من خلال استذكار مسيرة النضال والتحدي للنساء عبر العالم".
وشكلت المشاركة الليبية في اعمال الملتقى الدولي حول "نضال المرأة الجزائرية، كنموذج لنضال المرأة العربية في تحرير الأوطان"، إضافة نوعية لهذا الحدث، الذي تم على شرف وبحضور المجاهدات الجزائريات اللاتي صنعن تاريخ المجد الجزائري، وفق ما شدد بشأنه رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن
(وال)