محاضرة عن البيت الغدامسي بأكاديمية منارة طرابلس.
نشر بتاريخ:طرابلس 26 يوليو 2022 م ( وال ) - نظمت أكاديمية منارة طرابلس للتدريب ورشة العمل المجانية في التصميم الداخلي للبيت الغدامسي بين الماضي والحاضر ضمن انشطة الاكاديمية ودورها الثقافي والعلمي
وتضمنت الورشة محاضرات بعنوان مزج الاصالة مع الحداثة في التصميم الداخلي التقليدي للبيت الغدامسي " وملامح المعمار وخصوصيته الفنية في بيوت جوهرة الصحراء (غدامس)
وتناول الباحث في التراث الليبي معبد السنوسي، عبر محاضرتين، ملامح المعمار وخصوصيته الفنية في بيوت جوهرة الصحراء (غدامس)، وتطرقه إلى مسألة إدخال الصناعة التقليدية إلى الديكور الحديث.
وأضاف في المحاضرة ، أن المتأمل لبيوت مدينة غدامس القديمة من ناحية المزارع أو من الخارج سيجد أن الشكل الخارجي لا يظهر بيوتا عادية ذات نوافذ واسعة أو التي تمتلك شرفات خشبية كالموجودة في مدن العالم الإسلامي؛ وإنما منازل تماثل أشكالها الحصون ذات الحوائط العالية بها فتحات صغيرة، ويدخل إليها عبر سبعة أبواب رئيسة.
وتوقف في محطته الأولى المعنية بالتصميم الداخلي للبيت الغدامسي عند أهم مميزاته كالمناسيب التي يعد شاهدا على أول استخدام لها ضمن تفاصيل مكوناته الهندسية، إذ يعتبر في خارطته العامة نتاج عوامل اجتماعية وثقافية ودينية فرضتها ضرورات الحياة، وهي تعكس إبداعات ومهارات صنَّاع حافظوا على هذا المظهر الفريد الذي ظل ماثلا ومتواصلا لمدة 1400سنة، وهو نموذج للعمارة التقليدية والبيئية، ممثلة في ممراته وصالة المعيشة وحجرة القبة والمناطق المفتوحة والتي منها المطبخ وحجرة الشرفة والسطح.
وتحدث الباحث " معبد السنوسي " أيضا عن تجربته الخاصة في بيت غدامس الجوال الذي أسسه 1996 بغية إبراز الهوية الليبية من خلال العمارة واللباس والصناعات التقليدية،
كما توقف عند خلفيات تنفيذه لصالة البيت الغدامسي بشارع الجمهورية بطرابلس، والذي يهدف إلى وضع مجسم مطابق لما هو موجود بالمدينة الأم، ووضع الزائر أمام الشكل المثالي للمنزل الغدامسي.
وأوضح " السنوسي" أن تركيزه على الصناعات التقليدية جاء بسبب تراجع واندثار حرفييها، لذا وجب التنبيه على أهميتها ومحاولة وضع تصور لإبقائها حية.
وشرح مستعينا بتقنية العرض الضوئي الهيئة الداخلية لزوايا البيت الغدامسي ووظائف كل حجرة فيه، كذلك كيفية نقل هذه الصيغة الهندسية إلى توظيف حديث للمنازل العصرية لتكون موائمة بين الماضي والحاضر.
واستطرد موضحا فيما يخص محاضرته عن المزج بين الأصالة والحداثة، أن المقصود هو الأخذ بأسباب التطوير بما لا يتعارض مع تطلعات المجتمع وطبيعة العصر، أي العودة إلى التراث بقراءة جديدة.
يشار إلى أن هذه المحاضرات حصيلة مجهود وخبرة 26 سنة يضعها "معبد السنوسي" ضمن سياق سلسلة أبحاث يقدمها عن التراث نظرا لفقر المكتبة الليبية بالخصوص، تحديدا فيما يتعلق بالصناعات التقليدية.