المبادرة الإفريقية للحزام الأخضر الكبير ، مبادرة لمكافحة التصحر ، امل افريقيا ضد التصحر .
نشر بتاريخ:طرابلس 18 يوليو 2022 (وال)- أُطلق مشروع الحزام الأخضر الإفريقي الكبير في عام 2005 تحت مسمى " المبادرة الإفريقية للجدار الأخضر الكبير". وأُقر بشكل رسمي من قبل الاتحاد الإفريقي في عام 2007وبدأ تنفيذه في عام 2008. وهو يهدف إلى إقامة حزام أخضر طوله قرابة سبعة آلاف و5 مائة كلم وعرضه 15 كيلومترا.
البلدان الإفريقية المعنية بالمشروع تبلغ أحد عشر بلدا. وتقع غالبيتها في منطقة الساحل أو على تُخومها ومنطقة القرن الإفريقي و هي السنغال، موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، تشاد، السودان، إثيوبيا، إريتريا، وجيبوتي وتوسع ليضم أكثر من 20 دولة في منطقة الساحل والصحراء، وهي الجزائر بوركينا فاسو ، بنين ، تشاد ، الرأس الأخضر ، جيبوتي ، مصر ، إثيوبيا ، ليبيا ، مالي ، موريتانيا ، النيجر ، نيجيريا ، السنغال ، الصومال ، السودان ، جامبيا وتونس.
وتعود اسباب اقامة المشروع إلى اتساع رقعة التصحر في بلدان منطقة الساحل الإفريقي باتجاه الجنوب أهمها فترات الجفاف التي تطول أكثر من اللزوم وتزايد الضغوط على الأراضي الزراعية والمراعي في هذه البلدان مما جعل أتربها لا تصلح بالتدريج للرعي والزراعة.
وبعد مرور خمسة عشر عاما على إطلاق المبادرة تعد السنغال البلد الوحيد الذي قطع خطوات مهمة لإقامة هذا الحزام والاستفادة منه في مجال التنمية المستدامة. فقد التزم السنغاليون منذ البدء في تنفيذ المشروع بغرس أشجار من أهمها شجرة الطلح في أماكن كانت مهددة بالتصحر إلى حد كبير بمعدل مليوني شجرة كل عام.
و اهتدى الخبراء والسياسيون الذين تابعوا عن كثب منذ عام 2007 مبادرة الحزام أو الجدار الأخضر الإفريقي الكبير إلى أن اختيار عينات من أشجار تتلاءم مع طبيعة المناطق التي تغرس فيها ومع التغيرات المناخية القصوى والعمل على تنشيط الدورة الاقتصادية من حول هذا الحزام بواسطة مزروعات غير مسرفة في استهلاك المياه ومراع تستخدم بشكل غير مكثف وعلى نحو يأخذ بعين الاعتبار واقع المناطق التي يشقها الحزام .
لقد تطورت هذه المبادرة الأفريقية وغيرت بشكل كبير هذه المناطق ، مما زاد من فرص حياة أفضل مع توفير المزيد من الغذاء والوظائف والصحة والطبيعة والاستقرار المادي والحفاظ على البيئة. بدأ الحزام الأخضر كعمل رائد من قِبل الاتحاد الأفريقي لإنشاء مناطق طبيعية خضراء وجعل التربة الأفريقية منتجة ، والتي تغطي مناطق مثل شمال إفريقيا والساحل والقرن.
تهدف مؤسسة الاقتصاد الأخضر إلى تشجيع تنمية مجتمعات قائمة بذاتها من خلال الأنشطة الزراعية والاقتصادية القائمة على التنمية البيئية. الهدف من هذا المسعى هو استعادة إنتاجية الغابات وإتاحة الظروف لسكان تلك المنطقة لمواجهة تحديات تغير المناخ.
يتم تشكيل الحزام الأخضر من خلال زراعة الأكاسيا ، وهى من أنواع الأشجار التى تدعم المناطق القاحلة وتقاوم الجفاف ، حيث أن جذورها لها خاصية تجميع المياه. في البداية سوف يمتد طول هذا الحزام الأخضر الكبير إلى 8000 كم ، بعرض 15 كم لزراعة الأشجار فى 11 دولة إفريقية. حاليا ، حقق هذا المشروع 15 ٪ من هدفه ، وأظهر بالفعل العديد من الفوائد في البلدان المعنية.
في السنغال ، زرعت الأشجار على مساحة حوالي 12 مليون هكتار من الأراضي ، وفي بلدان أفريقية أخرى مثل إثيوبيا ، تم استعادة 37 مليون هكتار من الأراضي، وفي نيجيريا تم تحسين 5 ملايين هكتار من المناطق المتدهورة. تعمل هذه المبادرة على تغيير حياة ملايين الأشخاص من خلال توفير الأراضي الخصبة وإنتاج الغذاء وإيجاد الوظائف وإدماج النساء في معسكرات العمل ومنع الهجرة القسرية وتخفيف النزاعات المحلية على الأراضي.
مبادرة "مكافحة التصحر" هي مبادرة لمجموعة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ (ACP) ، والتي يتم تنفيذها بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ، والمساهمة المالية من الاتحاد الأوروبي. القدرة البشرية لإعادة الابتكار والتجديد لا تصدق!
تُظهر هذه المبادرة ما يمكن أن تفعله الإرادة للتغلب على التحدي ، والتصميم على تحقيق هدف ما وتضافر الأفراد من أجل ذلك.
وال..