Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

محرر الشؤون الأفريقية بـ (وال): ليبيا من أكثر الدول تضررا من تفشي الإرهاب وانتشار الجماعات المعارضة المسلحة من الدول المجاورة على أراضيها ناهيك عن المرتزقة.

نشر بتاريخ:

طرابلس 30 مايو 2022 م (وال) – استضافت عاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، السبت الماضي قمة استثنائية حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية في أفريقيا شارك فيها حوالي 20 رئيس دولة وحكومة.

ورصد محرر الشؤون الأفريقية بوكالة الأنباء الليبية (وال) أن بعض رؤساء الدول والحكومات الذين تحدثوا في هذه القمة لجأوا مرة أخرى إلى ما وصفه بـ "سياسة الهروب إلى الأمام" عندما علًقوا تنامي ظاهرة الإرهاب في هذه المنطقة على شماعة الأزمة الليبية وحالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني الذي تعيشه ليبيا منذ عام 2011.

وأكد المحرر في تعقيب له عن قمة (مالابو ) الافريقية أن هذه التبريرات واهية وغير منطقية ويمكن بالفعل اعتبارها "هروبا إلى الأمام" وعجزا على مستوى قيادات الدول والحكومات المعنية في مواجهة المشاكل الحقيقية والأزمات المعقدة التي تعيشها دولهم إن كان على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي.

وأوضح محرر الشؤون الأفريقية أن ظاهرة الإرهاب وانتشار الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود وجرائم تهريب البشر والسلاح والمخدرات والإتجار في البشر والهجرة غير الشرعية، في هذه المنطقة تحديدا، تعود إلى ما قبل الأزمة الليبية بعدة عقود مشيرا إلى أن عدم الاستقرار الذي تعيشه ليبيا قد يكون فاقم هذه الجرائم ولكنه ليس بأي حال من الأحوال عاملا رئيسيا لها، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن تفاقم الأزمة الأمنية التي تعاني منها المنطقة وفي مقدمتها ليبيا يرجع في جزء كبير منها إلى تراخي الدول الأفريقية في القيام بواجباتها وعجزها عن السيطرة على مناطقها الحدودية مع ليبيا والتي أضحت مرتعا للجماعات المسلحة وللعصابات الاجرامية ، وشبكات التهريب الدولية للمهاجرين والثروات .

وشدد المحرر على أن ليبيا تعتبر من أكثر الدول تضررا من تفشي الإرهاب وانتشار الجماعات المعارضة المسلحة من الدول المجاورة على أراضيها ناهيك عن المرتزقة مشيرا في هذا الصدد إلى أن ليبيا لا تتكلم عن مئات الآلاف من مواطني الدول المجاورة منها تشاد والنيجر الذين اجتازوا الحدود الليبية بطرق غير شرعية، بعظهم من عدة سنوات، ويقيمون اليوم ويعملون في عديد المدن الليبية، في الجنوب والشرق والشمال، ويحولون أموالهم إلى عائلاتهم.

ودعا المحرر القيادات الأفريقية إلى الابتعاد عن تصدير مشاكلهم إلى الخارج والبحث في كيفية إيجاد الحلول الحقيقية للمشاكل المزمنة التي تعاني منها شعوبهم.

وأوضح محرر الشؤون الأفريقية في هذا الصدد أنه يتعين على القادة الأفارقة وضع سياسات جدية لتحقيق التنمية وذلك لن يتأتى إلا بإعلان الحرب على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوقف عن سياسات تهميش المناطق النائية والمعارضين وإشاعة ثقافة التداول السلمي للسلطة وتعزيز استقلال المؤسسات القضائية وضمان حرية التعبير والرأي.

وأشار المحرر إلى أن ضعف المؤسسات الحكومية في بعض الدول ومن ضمنها ليبيا جعلت الجماعات المسلحة تفرض نفسها علاوة على تهميش المناطق النائية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، الأمر الذي أدى دون أدنى شك إلى تنامي الشعور بعدم الثقة والإحباط وخلق مناطق خصبة للتطرف والتشدد ولتجنيد المقاتلين في صفوف الشباب الساعي للخروج من متاهات الضياع.

وأختتم محرر الشؤون الأفريقية بوكالة الأنباء الليبية (وال) تعقيبه بدعوة المسؤولين الأفارقة إلى ضرورة وضع حد لسياسات نهب موارد القارة الأفريقية وتبني سياسات تلائم الواقع الإفريقي وتصنيع المواد الخام الأفريقية لإيجاد ملايين مواطن الشغل للشباب الإفريقي الممزق بين الموت في الصحراء أو البحر أو السقوط في براثن المنظمات الإرهابية والمتطرفة.

 (وال)