الاستشاري الليبي (على أبوقرين ) يدعو لإنشاء صندوق الطوارئ لدعم القطاع الصحي العربي وتأسيس هيئات عربية لمكافحة الأوبئة ، ولاعتماد المؤسسات الصحية ،و للغذاء والدواء.
نشر بتاريخ:طرابلس 24 مارس 2022م (وال) – كتب عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية - عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب الاستشاري الليبي الدكتور " على المبروك أبوقرين " تقريرا مطولا عن جائحة " كورونا " وآثارها الصحية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على العالم والمنطقة العربية، ودور اتحاد المستشفيات العربية في تطوير النظم الصحية العربية في مجابهتها والتصدي لآثارها السلبية على المجتمعات العربية وتقديم الاستشارات والنصائح الطبية لوزرات الصحة العربية للتعامل معها.
وتناول الدكتور " على أبو قرين " في هذا التقرير الذي نشرته المجلة الطبية المتخصصة "المستشفى العربي " نتائج الملتقى الثالث والعشرون لاتحاد المستشفيات العربية الذي عقد بالعاصمة المصرية " القاهرة " بحضور النخب والقامات والقيادات الصحية والطبية في الوطن العربي للتباحث في التحديات الجمّة والرؤى العلمية التي تزرع الآمال وتنير الدروب .
وأوضح " ابوقرين " أن التعاون العربي والإمكانات المتاحة اقتصاديا وبشريا ساهمت في التخفيف من آثار جائحة كورونا الأمر الذي جعل الإقليم العربي أفضل حالاً من كثير من أقاليم العالم التي شهدت أزمات صحية واقتصادية أكثر حدة، مشيرا في هذا في هذا الصدد إلى استطاعة العديد من الدول العربية من بينها مصر من إجراء الدراسات السريرية على بعض الأدوية واللقاحات والنجاح في تصنيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19، كما كان لبعضها دور مهم في دعم التحالف الدولي لتوفير اللقاحات ونقلها لكل دول العالم.
وقال إنه تتويجا لعامين متتاليين من الجهود والاجتماعات الافتراضية المتعددة لمجلس إدارة الاتحاد والمجلس التنفيذي والمشاركة الفاعلة بالتعاون مع الخبرات العربية داخل الوطن العربي وخارجه، يساهم الاتحاد اليوم باستراتيجيات سوف تنقل القطاع الصحي العربي الى صدارة النظم الصحية المتطورة على أمل أن توفر خدمات صحية متميزة للشعوب العربية ، معربا عن أمله في أن تتبنى الدول العربية وأجهزتها ومؤسساتها الصحية توصيات ملتقى ومؤتمر اتحاد المستشفيات العربية بقرارات تنفيذية لما لهذه التوصيات من أهمية للقطاع الصحي العربي الذي يزخر بقوى عاملة صحية ممتازة والأطباء والتمريض والباحثين والفنيين العرب يملؤون العالم أجمع ولهم إسهامات عظيمة في القطاعات الصحية والدوائية والبحثية أينما كانوا ، ومن بينها إنشاء صندوق الطوارئ لدعم القطاع الصحي العربي وتأسيس هيئة عربية لمكافحة الأوبئة وهيئة عربية لاعتماد المؤسسات الصحية وهيئة عربية للغذاء والدواء.
وقال إن هذا الملتقى اثبت للمهتمين بالصحة ان اتحاد المستشفيات العربية أحد أهم بيوت الخبرة العربية في مجال العلم، فالمعرفة والتعاون تتحقق الآمال ، وأنه على الجامعة العربية ووزراء الصحة العرب في الاجتماع القريب القادم أن يتخذوا القرارات الحاسمة التي تحقق آمال الأمة بتوحيد التشريعات الصحية ومعايير الخدمات الطبية والبروتوكولات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية، وتوجيه الاستثمارات في توطين الدواء واللقاحات، ودعم البحوث والدراسات وتوجيه الطاقات البشرية للعلوم الطبية والتقنية وغيرها التي يحتاجها النظام الصحي العربي ليقوى ويتماسك.
وشدد الاستشاري الليبي والعربي الدكتور " على أبوقرين " في تقريره المطول على أن العالم العربي الذي يتمتع بثروات وإمكانيات هائلة إذا أُحسن توظيفها ووحد الجهود فيمكنه صناعة الفارق في حياة البشرية وتأمين الاكتفاء الذاتي من احتياجات بلداننا من كوادر وأدوية ومستلزمات طبية ولقاحات وتحقيق الأمن الصحي للأمة العربية والإنسانية أجمع، فتقوى وتتماسك بعض الأنظمة الصحية العربية الهشة لتقوم بواجبها تجاه شعوبها، داعيا في هذا السياق الدول العربية إلى الزيادة في الاستثمار البشري بالتعليم والتدريب المستمر والاهتمام بالبحوث والدراسات الطبية وتوحيد التشريعات الصحية العربية، ودمج السياسات الصحية في القطاعات الحكومية المختلفة وتوطين الصناعات الدوائية وتوحيد إجراءات التسجيل للدواء العربي، وتوحيد معايير جودة الخدمات الصحية واعتماد المؤسسات الصحية العربية.
ولفت الدكتور " ابوقرين " إلى أنه - بالإضافة الى توحيد الجهود في مكافحة الأوبئة وعلاج الأمراض وتطوير الطب الوقائي وطب المجتمع والإصحاح البيئي وتنفيذ برامج التمنيع المجتمعي بالتلقيح والتغذية الصحية والكشف المبكر عن الأمراض وتبني المفاهيم الصحيحة للقطاع الصحي بالتركيز على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والرعاية الصحية الأولية – ضرورة وأهمية العمل على التوعية والتثقيف الصحي ودعم الإعلام الصحي والطبي الصحيح، مبينا أن الشعوب العربية شابة وسريعة التطور وبالإمكان توجيهها الى التعلم واكتساب المعرفة والقدرات فيما يعزز الصحة ويساهم في الوعي والتثقيف الصحي وتغطية الاحتياجات في الاختصاصات الطبية والتمريضيةً والفنية والنفسية والاجتماعية والبحثية وكل ما يحقق الصحة والرفاه للمجتمعات العربية .
وأكد أن القوى البشرية والعقول النيّرة متوفرة وتزخر بها الجامعات العربية والدولية، ولتجاوز التجربة القاسية التي يمر بها العالم، يستوجب علينا التركيز على مضاعفة أعداد العاملين في القطاع الصحي والاستثمار في التدريب ورفع الكفاءات وكذلك زيادة توجيه الاستثمارات العربية في توطين صناعة الأدوية والمستلزمات واللقاحات وتوحيد الجهود في البحوث الطبية وتبادل المعلومات ووضع الآليات التي تعزز من قدرات مكافحة الأوبئة والترصد والإنذار المبكر الذي يحمي بلداننا وشعوبنا، وزيادة قدرة القطاعات الصحية على سرعة الاستجابة في التعامل مع الأزمات الصحية تحت أي ظروف؛ العرب قادرون على تطوير النظم الصحية بما يجعلها النموذج المنشود الذي يحقق الاستجابة والمرونة والقدرة والفاعلية والكفاءة والمساواة والأمان والحماية، وقادرون على توطين صناعة الأدوية واللقاحات إذ لا ينقص مال ولا بشر>
واختتم عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية - عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب الاستشاري الليبي الدكتور " على المبروك أبوقرين " تقريره بالتأكيد على أنه لو توفرت الإرادة وتوحدت الجهود المشتتة واستقطبت الطيور العلمية العربية المهاجرة، فسوف تنعم الشعوب العربية بالصحة والعافية والرفاه الحقيقي ولن تهددها وتخيفها أوبئة او ينهش أجسادها الأمراض، ولن يتوسلوا علاجهم او يتسولوا دواءهم.
(وال)