مركبة تابعة لوكالة "ناسا" الأمريكية تهبط بنجاح على سطح المريخ وترسل أولي صور ها.
نشر بتاريخ:مركبة تابعة لوكالة "ناسا" الأمريكية تهبط بنجاح على سطح المريخ وترسل أولي صورها
واشنطن في 19 فبراير 2021 ( وال ) - هبطت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بنجاح على سطح المريخ، لتكمل بذلك رحلة استغرقت نحو 7 أشهر، قطعت خلالها نحو نصف مليار كيلومتر.
وهبطت المركبة (برسيفيرانس روفر) في فوهة عميقة، بالقرب من خط استواء المريخ، تسمى "جيزيرو". ويُعتقد أن هذه الفوهة كانت تضم بحيرة عملاقة قبل مليارات السنين. ويعتقد العلماء بأنه حيثما كان هناك ماء، يوجد احتمال وجود حياة أيضاً.
وسوف تقضي المركبة المتجولة، والمزودة بست عجلات، العامين المقبلين على الأقل في حفر صخور على سطح الكوكب الأحمر، بحثا عن آثار تدل على وجود حياة هناك في الماضي.
وأرسلت المركبة أول صورتين تم التقاطهما بواسطة كاميرات هندسية عالية الدقة. وعلا الغبار الأغطية الشفافة للعدسات المثبتة، بيد أنه أمكن رؤية سطح مستو أمام المركبة وخلفها. ومن المتوقع أن ترسل العديد من الصور خلال الأيام المقبلة، حيث يسعى علماء "ناسا" إلى تقييم طبيعة تضاريس المنطقة.
وذكرت "ناسا" إن المركبة الجديدة هي "عالمة روبوتية" تستكشف المريخ بالنيابة عن البشرية، وستكون قادرة على مشاركة ما تراه وتسمعه من خلال 23 كاميرا، بما في ذلك كاميرا فيديو وميكروفونان.
ومن أبرز مهام المركبة اكتشاف موقع بحيرة قديمة كانت موجودة منذ 3.9 مليار سنة. والبحث عن حفريات دقيقة في الصخور والتربة هناك. كما ستنقل الصور من المريخ وترسل صورًا لمحيطها.
وستبحث المركبة عن دليل على الحياة القديمة، ودراسة مناخ المريخ والجيولوجيا وتجميع العينات لجلبها إلى الأرض، كما ستسجل المركبة الصوت حولها، وستكون التسجيلات هي الأولى على الكوكب الأحمر.
ومن أبرز أهداف المهمة أيضا، إجراء تجارب على مروحية صغيرة تحملها المركبة. وأن تقوم هذه المروحية بأول رحلة جوية هناك. وحينها ستبدأ المركبة تنفيذ مهامها الجادة بالتوجه إلى دلتا شاسعة رصدتها الأقمار الصناعية. وتتكون الدلتا بفعل الأنهار التي تتحرك باتجاه كيان مائي أوسع، حيث تصب رواسبها. حيث يأمل العلماء أن تكشف المواد التي ساهمت بتشكيل دلتا "جيزيرو" عن بصمات حياة بيولوجية سابقة.
وسوف تأخذ المركبة عينات من قاعدة الدلتا ثم تتحرك نحو حافة الفوهة، حيث اكتشفت الأقمار الصناعية صخورا كربونية، تعتبر على الأرض جيدة، على وجه الخصوص، في تتبع النشاط الحيوي، علماً بأن المركبة مزودة بمجموعة من الأدوات التي سوف يستخدمها الباحثون على الأرض لفحص كل هذه التكوينات بالتفصيل، وصولا إلى المستوى المجهري.
وجدير بالذكر أن هذه المهمة تعد الأولى لوكالة "ناسا" منذ سبعينيات القرن الماضي للبحث المباشر عن آثار حياة على المريخ. كما أنها ثاني مركبة فضائية تزن طناً ترسلها الوكالة إلى المريخ. وكانت الأولى "كيوريوسيتي" قد هبطت في فوهة أخرى في عام 2012، وجربت تقنيات هبوط مبتكرة، بما في ذلك حوامل هيكلية صاروخية الدفع، تستخدمها المركبة الحالية الآن بشكل أفضل.
....( وال ) ....