النشرة الاقتصادية الاسبوعية التي تصدر عن وكالة الانباء الليبية.
نشر بتاريخ:
طرابلس 9 مارس 2020 ( وال )-النشرة الاقتصادية الاسبوعية التي تصدر
عن وكالة الانباء الليبية في عددها الجديد بتناول العديد من التقارير
والاخبار مركزة على الاثار الاقتصادية الناجمة بسبب
انتشارفيروس كورونا وتداعياته على الناحية الاقتصادية العالمية حيث أعلن
صندوق النقد الدولي أن الصندوق بصدد توفير 50 مليار دولار أمريكى عبر
آليات الصرف السريع، لتمويل الطوارىء للدول ذات الدخل المنخفض ودول
الأسواق الناشئة، وذلك على ضوء انتشار فيروس كورونا.
ووفقا لما نقلته وسائل الاعلام العالمية عن المدير العام لصندوق النقد
الدولي "كريستالينا جورجيفا" خلال مؤتمر صحفي مشترك ، مع رئيس مجموعة
البنك الدولي "ديفيد مالباس" "نحن نعلم أن الوباء ينتشر بسرعة، ومع تضرر
أكثر من ثلث الدول الأعضاء في الصندوق بشكل مباشر، لم تعد الأزمة إقليمية
فحسب بل إنها مشكلة دولية تدعو إلى استجابة دولية".
وأكدت "جورجيفا" "وفقاً لأي سيناريو، فإن النمو العالمي سيهبط في 2020
إلى ما دون مستوى العام الماضي",و أنه هناك " قلق بشكل خاص حيال الدول
الأعضاء ذات الدخل المنخفض والأكثر تأثراً خاصة تلك الدول التي تشهد
ارتفاعاً سريعاً في احتياجات التمويل مع تصاعد الكلفة الاقتصادية
والإنسانية لانتشار "فيروس كورونا".
وقد رفع الصندوق الصرف السريع لتمويل الطوارىء ليصل إلى 10 مليارات
دولار أمريكي (50 % من حصة الأعضاء المستحقين) والتي يمكن الحصول عليها
دون برنامج شامل لصندوق النقد الدولي.
وأشارت مسئولة الصندوق الدولي إلى أن صندوق الاستئماني لاحتواء الكوارث
وتخفيف أعباء الديون، والذي برهن على فاعليته خلال أزمة انتشار وباء
"إيبولا" عام 2014، يعاني الآن نقصا في التمويل، حيث تتوفر اعتمادات
مالية قد تتجاوز فقط 200 مليون دولار ، مقابل احتياجات محتملة تُقدر
بأكثر من مليار دولار أمريكي.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية انه مع اقتراب عدد المصابين من مئة
ألف، سجّلت أسواق المال العالمية في نيويورك وفرانكفورت وباريس ومدريد
وميلانو ولندن تراجعاً كبيرا كما نظيراتها الآسيوية، ما يؤكد الخشية من
عواقب اقتصادية على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.
وقال بنك التنمية الأسيوي في تقرير نشر مؤخرا إن تفشي فيروس كورونا قد
يؤدي إلى خسائر في الاقتصاد العالمي تصل إلى 347 مليارات دولار، في ظل
التراجع الحاد في الطلب، والسياحة، وسلاسل التوريدات بالإضافة إلى
التداعيات الصحية، حيث يتوقع البنك، الذي يقع مقره في مدينة مانيلا،
عاصمة الفلبين، أن يصل أقل قدر ممكن من الخسائر إلى 77مليار دولار، أي
حوالي 1ر0 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وقد يصل أكبر قدر
من الخسائر إلى 4ر0 في المئة اذا استمر فيروس كورونا في الانتشارفيما
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الدول عليها أن تتعاون في مكافحة فيروس
كورونا المستجد بدلا من فرض قيود سفر على بعضها البعض. وقال مايك ريان،
الرئيس التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، "من
المهم للغاية أن يفهم الأشخاص أن هذه القيود لا تساعد (في تحسين الوضع)"،
وجاء تصريحه بعد أن فرضت كل من اليابان وكوريا الجنوبية قيودا على منح
مواطني الدولة الأخرى تأشيرات الدخول.
وكان لفيروس " كورونا " تداعياته المؤثرة على اسواق الخليج العربي حيث
هبطت مؤشرات أسواق المال في اغلب الدول الخليجية بشكل حاد مع بداية
التعاملات، بعد إخفاق تحالف "أوبك +" في الاتفاق على خفض إضافي في إنتاج
النفط بهدف رفع الأسعار المتأثرة بانتشارفيروس كورونا.
وتراجعت مؤشرات أسواق المال في السعودية والدول الخليجية ومؤشرات
اسواق "تداول" في السعودية التي تعتبرالاقوى اقتصادا في المنطقة بنحو 8
بالمائة عند بدء تعاملات الأسبوع الحالي, و سهم شركة أرامكو هبط إلى ما
دون السعر الرئيسي وهو 32 ريالا (8,5 دولار)، وجرى تداوله بعد نصف ساعة
من بدء تعاملات الأحد بنحو 32 ريالا.
و بسبب فيروس كورونا فقد هبطت مؤشرات اسواق الدول الخليجية حيث انخفض
مؤشر سوق دبي بنحو 8,5 بالمائة، منذ نحو ست سنوات, وسوق أبوظبي خسر 7
بالمائة، وسوق قطر 3,5 بالمائة، وتراجعت أسهم الكويت بنحو 8 بالمائة ,و
مؤشر سوق البحرين تراجع بنسبة 3,0 بالمائة، وعمان 1,1 بالمائة.
وأخفقت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن
تحالف "أوبك +"، في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض إضافي في إنتاج الخام بغية
وضع حد لانخفاض أسعار النفط المتأثرة بانتشار فيروس كورونا.
واقترحت أوبك في وقت سابق على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً
جماعياً إضافياً بـ1,5 مليون برميل يوميا حتى لا يؤدي انتشار فيروس
كورونا إلى تقويض ما تم التوصل إليه في 2017 للحفاظ على أسعار مستقرة
للنفط في سوق يشهد فائضا في الإنتاج.
وتوقع خبراء في المجال الاقتصادي ان يكون عام 2020 الأسوأ لشركات
الطيران العالمية بسبب انتشار فيروس كورونا؟. فإلغاء رحلات وتراجع عدد
المسافرين والشحن الجوي قد ينذر بأسوأ أزمة لشركات الطيران في العالم،
على الأقل، منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.
وعلى شركات الطيران أن تتصرف وتتخذ قرارات سريعة تواكب تطور فيروس كورونا
وانتشاره حول العالم، وكذلك التوقعات المتشائمة بالخسائر التي يمكن أن
تتكبدها هذه الشركات هذا العام. فمجموعة شركة الطيران الألمانية
"لوفتهانزا" أعلنت عن استمرار توقف رحلاتها إلى الصين حتى الرابع
والعشرين من أبريل القادم وإلى العاصمة الإيرانية طهران حتى الثلاثين من
الشهر نفسه.
ومع الانتشار الواسع لفيروس كورونا، بات كل هذا القطاع حول العالم
مهددا بمواجهة أزمة تعد الأكبر على الأقل منذ عقد من الزمن. وفي هذا
السياق أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" خفض عدد رحلاتها إلى إيطاليا بنسبة 40
بالمائة. وبما أنّ كل الأمور متربطة ببعضها وتأثيرها متبادل في قطاع
النقل الجوي، فإنه يمكن أن يتراجع عدد الرحلات القصيرة والمتوسطة بنسبة
25 بالمائة تقريبا خلال الأسابيع القادمة. وفي ألمانيا تم تقلص الرحلات
الداخلية وهو امر لم يكن متوقعا حتى قبل أيام قليلة. وبالنسبة لشركة
لوفتهانوا وبسبب الإجراءات الأخيرة، فإن عدد طائراتها التي توقفت عن
الخدمة بسبب كورونا قد وصل إلى 23 طائرة من أصل 760
ومن جهته توقع اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) في العشرين من شهر فبراير
الفائت، أن يكون التأثير الأكبر لفيروس كورونا على الخطوط الجوية التي
تسير رحلات من وإلى الصين وداخل الصين.
وعلق اتحاد النقل الجوي الدولي على ذلك بأن "هذا العام (2020) سيكون أكبر
عام يشهد فيه قطاع النقل الجوي تراجعا منذ الأزمة المالية العالمية
2008/2009 وسيكبد ذلك شركات الطيران خسارة حوالي 29,3 مليار دولار".
وفي حين أن الخوف يتزايد في الأسواق المالية، أعلن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب سعيا للطمأنة أن الأسواق "ستنتعش". ودعا الاحتياطي الفدرالي
إلى خفض معدلات فائدته لتحفيز الاقتصاد.
ومن جانبها توقّعت منظمة السياحة العالمية انخفاضاً في أعداد السيّاح في
العالم تراوح نسبته بين 1 و3% في العام 2020، أي خسارة تبلغ قيمته بين
"30 و50 مليار دولار".
ويقول البروفسور "آرنو شنالكه"، أستاذ النقل في المعهد الدولي
بمدينة بادهونيف في ألمانيا، "إن حجم التأثير الكبير لفيروس كورونا على
قطاع النقل الجوي يذكرنا بأزمة وباء فيروس "سارس"، حيث تراجع عدد
المسافرين جوا حول العالم آنذاك بنسبة 35 بالمائة. وحسب تطور الأزمة يمكن
أن يكون عام 2020 أسوا عام لقطاع النقل الجوي منذ الأزمة المالية
العالمية عام 2009".
ومن جانبه خفض بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت، مع تفاقم مخاوف
تفشي فيروس كورونا وتحوله إلى وباء عالمي ما يقلص الطلب على العرض ويزيد
تخمة المعروض بالسوق.
وأشار البنك إلى أن التخفيضات المرتقبة لإنتاج أوبك وخفض أسعار الفائدة
لن يكفيا للحيلولة دون تراكم مخزونات ضخمة بسبب تراجع الطلب.
وتوقع البنك هبوط أسعار برنت إلى 45 دولارا للبرميل في أبريل القادم،
مقارنة بتقديرات سابقة عند 53 دولارا للبرميل قبل أن تتعافى تريجيا لـ 60
دولارا بحلول نهاية العام.
وأشار البنك إلى أن هذا الفيروس قد يؤدي إلى انخفاض الطلب العالمي من
النفط بواقع 260 ألف برميل يوميا هذا العام، وأن وقود الطائرات سيمثل نحو
ثلثي الخسارة، إذا تم اعتبار الخسائر التي حدثت في 2003 جراء فيروس سارس
كمقياس.
وتخشى اسواق المال والدوائر الاقتصادية العالمية من الخسائر التي قد
تتعرض لها بسبب انتشار فيروس كورونا.
...( وال )...