ندوة على هامش معرض الكتاب بعمان لدحض السردية الصهيونية.
نشر بتاريخ:
عمان 01 اكتوبر 2019م (وال)- ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي
للكتاب التاسع عشر، عقدت امس الاثنين ندوة بعنوان "مواجهة السردية
الصهيونية"، تناولت كيفية تقوية السردية العربية ودعمها في مواجهة
السردية الصهيونية التي تسعى لنشر ما تصفه بحق صهيوني في الاستيلاء على
فلسطين و إقامة دولة لليهود على حساب الشعب الفلسطيني الذي شردته بعد ان
استولت على اراضه بالقوة المسنودة بالغرب وفي مقدمته امريكا وبريطانيا.
واشارت الدكتورة رولا الحروب (من الاردن) في مداخلة لها بالندوة، الى ان
اختيار موضوع السردية التاريخية أساسي لفهم الصراع العربي الصهيوني، خاصة
وأن هناك دولا وضعت أطرا لتفاصيل حياتها وتحديد هويتها وهي ما تسمى
بالسردية التاريخية، على العكس الكيان الصهيوني الذي وضع السردية أولا ثم
تم التبرير لهذا الاستعمار الإحلالي لاحقا بناء على هذه السردية
المختلقة.
واقترحت الحروب مجموعة من المسارات لمواجهة السردية الصهيونية والتي
تمكنت من خلالها الترويج لكذبة أرض بلا شعب وشعب بلا أرض وغيرها من
الأساطير الكاذبة وخاصة التي تستند إلى سردية دينية يختلف عليها علماء
الدين اليهودي، و العمل على تقديم السردية الفلسطينية الأصيلة في مواجهة
السردية الزائفة.
وقالت إن المسار الأول مسار علمي بحثي، ويشتمل على جمع الحقائق بكل
ألوانها سياسية وثقافية وفنية واجتماعية وغيرها وهو قائم بالفعل، ومسار
ديني لاهوتي لتفسير الحكايات والأساطير الكاذبة التي تقدمها السردية
الصهيونية، والمسار التحليلي الاستشرافي، ونحن هنا لابد من دعم هذا
المسار بالمنح والدعم المادي، مثلما أن هناك مسارا سياسيا وشعبيا
وإعلاميا وهو الأهم حاليا والذي يسيطر على القناعات والاتجاهات وعلى
العرب أن ينتبهوا لهذا المسار وتطوير أدواته الفنية والإعلامية لمواجهة
ما يقدم خلاله من سردية صهيونية مزورة.
من جهته تحدث الباحث الفلسطيني الدكتور جوني منصور في ورقة له القاها
بالندوة عن بعض السرديات الصهيونية غير التقليدية ومنها: أن الفلسطينين
تركوا أرضهم طوعا في عام 1948 وغادروا، مع إمعانهم في إنكار مسؤوليتهم عن
التطهير العرقي الذي جرى ويجري حتى الآن، وأن السردية الأخرى هي أن
اليهود الصهاينة هم الضحية للبريطانيين والعرب وأن الإنسان الصهيوني بريء
من فعل أي شي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إن فكرة قدوم الصهاينة لإعمار هذه الأرض هي خرافة وعلينا ان نتصدى
لها بالنص الروائي والفني وتعميم مناهج تعليمية في المدارس والجامعات
للتربية المعرفية للأجيال القادمة وأن يكون هنالك خطاب جديد يختلف عما هو
سائد لمواجهة الجهاز الصهيوني الذي يفحص مناهج الطلبة في مدارسنا، ويدحض
الادعاء الإسرائيلي بأن إسرائيل لم تقم بأي حرب ولم تبادر لها وأنها تمثل
دور المظلوم وأن الجيش الصغير قد واجه الجيوش العربية الكبيرة وهذا عكس
السردية الحقيقية مما يحتم علينا التنبه ومجابهته من خلال إعادة كتابة
تاريخ فلسطين من جميع الجوانب، إضافة للادعاء الآخر وهو كذبة المحرقة
اليهودية والتي بنيت عليها أشكال متنوعة من الوثائق والكتب والروايات
والفنون والأفلام وغيرها لتكون حقيقة راسخة وهذا لابد من مواجهته وكشف
زيفه.
..(وال) ..