ورشة عمل حول السياسة الخارجية الليبية .

طرابلس 04 ديسمبر 2018 (وال) – نظمت الأكاديمية الليبية بمقرها بالعاصمة طرابلس صباح اليوم الثلاثاء ورشة عمل تحت عنوان " قراءات في السياسة الخارجية الليبية" بإشراف الدكتور النعمي العالم رئيس قسم الدراسات الدبلوماسية والدكتور محمد الحصن عضو هيئة التدريس بالأكاديمية واللجنة التعليمية التقييمية والدكتور جمعة الدلولي مقرر الجلسة ، ومشاركة نخبة من أساتذة الأكاديمية والدارسين والدارسات بها والمهتمين بهذا الشأن .

وتناولت الأوراق المقدمة في هذه الورشة مجموعة من المحاور التي تتعلق بسياسات الدولة الليبية منذ بداية القرن العشرين وحتى الوقت الراهن، مع التركيز بالتحليل والاستقراء على سياسات ليبيا الراهنة في ظل ما بعد فبراير 2011.

واستعرضت الورقة الاولى المقدمة في هذه الورشة مفهوم السياسة الخارجية ومراحل تطورها عبر العصر الحديث وملامح لنظريات و تطبيقات سياسية جرت عبر العالم ساهمت في تطوير هذه المفاهيم.

وتناولت الورقة الثانية مراحل تطور السياسة الخارجية الليبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1948 وحتى فبراير 2011 بتناول مُركز لمظاهر هذا التطور خلال فترة ما بعد استقلال الدولة الليبيية عام 1952 ، ثم سبتمبر 1969 ، وصولا الى مظاهره الراهنة ، مع الإشارة الى ملامح لصور مبكرة من نشاطات وعلاقات سياسية ليبية مع دول اوروبية تحتل فيها ليبيا كدولة المرتبة الأولى عربيا في مجال بناء علاقات دبلوماسية مع الخارج.

واستعرضت الورقة الثالثة المقدمة في هذه الورشة أدوات السياسة الخارجية الليبية المتاحة في الزمن الراهن وما يعانيه هذا القطاع من إرباكات و قصور في الأداء ناتج عن الأزمة التي تمر بها ليبيا والمتمثلة في الانقسامات الداخلية وفقد معظم المرتكزات الضرورية لبناء سياسة خارجية ناجعة وفاعلة تحقق ما يطمح له المواطن الليبي من شعور بالاحترام والاعتراف به خارج حدود الوطن.

وربطت الورقة المتعلقة بأهداف السياسة الخارجية الليبية الراهنة التي وصفت بقصر النظر والظرفية ، نتيجة الانقسام الذي تعاني منه البلاد على الصّعُد التشريعية والتنفيذية، إضافة الى ترتب عن هذه الانقسامات من مؤسسات وأجسام قزمية وصفت بارتباطها بجهات أجنبية تحول وبشكل مؤثر دون وضع استراتيجية وتصور موحد لسياسة خارجية ليبية تحظى بالاحترام والتقدير في الخارج.

وأصدرت الورشة في ختام أعمالها جملة من التوصيات تدعو الى ضرورة الإسراع بوضع دستور للدولة الليبية، والتعجيل بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، والاهتمام بالهوية الثقافية للدولة الليبية والمحافظة عليها ، والحفاظ على سيادة الدولة وحماية أراضيها، والعمل على توحيد مؤسسات الدولة داخليا وخارجيا، واحتكار الدولة لممارسة القوة لتحقيق الامن والاستقرار وحماية الحدود.

 كما دعت التوصيات الى ضرورة الاستفادة من النخب المثقفة ، والمؤسسات التعليمية في رسم وتحديد ملامح السياسة الخارجية للبلاد والاستعانة بخبراتهم في المحافل الدولية، وكذلك اختيار عناصر مؤهلة ومتخصصة لتمثيل ليبيا في الخارج وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والضيقة.

 وحثت التوصيات الصادرة عن هذه الورشة الجهات المعنية في مؤسسات الدولة الليبية المختلفة على ضرورة تفعيل الاتفاقيات الدولية المبرمة في السابق بين الدولة الليبية والجهات الاجنبية كدول ومنظمات دولية ، بما يحقق المصلحة الوطنية لليبيا.

كما نبهت التوصيات الى ضرورة العمل على الحد من نشاطات المنظمات والهيئات السياسية الأجنبية العاملة في ليبيا وقصر نشاطها على ما يخولها القانون والاعراف الدولية التي تنظم عمل هذه الجهات داخل حدود الدولة المضيفة.

..(وال)..