ملتقى بالجزائر لمناقشة إشكالية الهوية .
نشر بتاريخ:
الجزائر03 نوفمبر 2018 ( وال )- تُنظم جامعة حمة لخضر بولاية
الوادي (جنوب الجزائر) الملتقى الوطني الأول حول " إشكالية الهوية.. بين
التأويل الأيديولوجي والفهم العقلاني" ، وذلك يومي 27 و28 نوفمبر الجارى
.
ويُناقش الملتقى إشكالية الهوية والانتماء التي تطرح نفسها ضمن
القضايا الساخنة في المجتمع العربي المعاصر، حيث تتداخل حدود هذه المسألة
مع منظومة التصوُّرات والقضايا الفكرية والفلسفية التي يطرحها العقل
العربي الراهن، وتبدأ بأسئلة قديمة متجدّدة، حول أولوية الهوية
والانتماء: من نحن؟ وأيّ معيار يحدّد ماهيتنا؟ هل نحن أبناء العرْق أم
اللّسان؟ أبناء التاريخ والمصير، أم أبناء الدين والمعتقد؟
ويُلاحظ المشرفون على صياغة أوراق الملتقى وتحديد إشكالياته، أنّ الدول
العربية تُواجه جملة من التحديات، حيث شهدت السنوات الماضية أحداثاً
متلاحقة، وتطوُّرات سريعة، دفعت بالمفكرين إلى إعادة النظر في المفاهيم
التي قامت عليها هذه الدول، وعلى وجه الخصوص الهوية والمواطنة، والثوابت
الوطنية والمرجعيات الدينية، أي إشكالية تحوُّل الثابت إلى متغيّر.
أما في الدولة الوطنية، فقد وُظّفت الثوابت الوطنية، والمرجعيات الدينية،
توظيفاً أيديولوجياً صنع منها مجرد خطابات سياسية تخدم الحاكم
والأيديولوجيا المهيمنة، ما أدّى إلى ظهور صراعات عرقية ولسانية وعقائدية
داخل الوطن الواحد.
ومع انتشار رياح الديمقراطية، ازدادت الأزمة تعقيداً، فقد انساقت
الجماهير وراء دعوات التغيير والإصلاح الديمقراطي، فحدث التداخل والخلط
بين الممارسة الديمقراطية، التي لها شروطها وثقافتها، من جهة، ومعالجة
مشاكل الدولة المختلفة، من جهة أخرى، ومطالبة الجماهير بالمزيد من
الحريات والحقوق، من جهة ثالثة، الأمر الذي سمح للحركات الانفصالية
والدينية والإرهابية باستغلال الظرف، والعمل على زعزعة دعائم الأمن
والاستقرار.
ويعمل الملتقى على بلوغ أهدافه العلمية، من خلال ستة محاور، هي: الطرح
الفلسفي لمسألتي الهوية والمواطنة، والهوية وإشكالية التأويل
الأيديولوجي، وإشكالية الهوية وممارسة الديمقراطية، والهوية والآخر،
وإشكالية الهوية بين الطرح الحداثي وما بعد الحداثي، والأبعاد الوطنية
الجزائرية لمسألة الهوية.
أما أهداف هذه التظاهرة العلمية الثقافية، فقد لُخّصت بخمس نقاط: تحديد
وضبط الأبعاد المختلفة لمفهوم الهوية انطلاقاً من الرؤى والتوجُّهات
الفلسفية القديمة والراهنة، وإماطة اللّثام عن القوى والأيديولوجيات
الموجّهة لمفهوم الهوية في علاقته بالمواطنة، وغرس قيم المواطنة السليمة
مع المساهمة في تحقيق أمن الوطن والمواطن، وضبط مناهج وآليات الدراسة
العلمية الموضوعية لموضوع الهوية، وتحليل وتحديد طبيعة العلاقة بين
الهوية (الذات) والآخر.
( وال )