آثار لبدة تتصدر معرض رقمي ينظمه معهد العالم العربي بباريس في العاشر من أكتوبر الجاري .
نشر بتاريخ:باريس 01 اكتوبر 2018 - (وال) - ( خاص ) - أعلن معهد العالم العربي بباريس عن إطلاق معرض رقمي يوم العاشر من شهر أكتوبر الجاري يضم صوراً ومعلومات تبرز المعالم الأثرية لمواقع أثرية عربية بارزة في مقدمتها مدينة لبدة الأثرية المدرجة على قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمي والتى أضحت اليوم عُرضةً للتهديد والتخريب والنهب والتدمير. . كما يضم المعرض صورً ومعلومات عن كل من مدينتي تدمر وحلب السوريتان ومدينة الموصل بالعراق.
وأشار المعهد في تقرير له تلقت (وال) نسخة منه - إلى أن هذا المعرض "سيتيح للزائر بفضل التكنولوجيات الرقمية الأحدث، فرصةَ التجوال بين الصروح المعمارية والمواقع الأثرية لهذه المدن التي تُعتبر رمزاً للتراث الإنساني العالمي والتاريخ المتعدد الثقافات للحضارات الشرق أوسطية، وهي مدرجة حاليا على قوائم الخطر نتيجة التهديدات التى تتعرض لها بالقياس الى الاوضاع الأمنية السائدة حولها ، مضيفا أنه و بفضل هذا المعرض الرقمي، ها هي تعود للحياة مرة أخرى في إخراج رقمي مدهش.
ويتضمن المعرض والذي شاركت في الإعداد له منظمة اليونسكو وشركات عالمية رائدة في ميدان ألعاب الفيديو؛ مساقط عملاقة يصل بعضها لـ 360 درجة ومشاهد افتراضية ووثائق وصور أرشيفية وأفلام فيديو ومقابلات مع سكّان المواقع . كما يسمح المعرض للزائر باكتشاف الحالة الراهنة للمواقع المعنية، كما يعود به للماضي بفضل عملية إعادة تشكيل افتراضية عالية الدقّة للمباني والمساكن والصروح الأثرية؛ يشعر الزائر وكأنه يتجول فعلا في أرجائها.
كما يمكن للزائر في كل قاعة الاطلاع على مجموعة من المعلومات والمقابلات والنصوص التي تسمح له بفهم تاريخ هذه المواقع العريق والظروف الصعبة التي تعرّضت لها مؤخرا، مع التركيز بشكل خاص على كلام كل من يعمل بلا كلل ولا ملل على حماية أماكن العيش هذه وكنوزها المعمارية.
وأضاف تقرير المعهد حول هذا المعرض أن حماية التراث في هذه المواقع الحساسة تكتسي أهمية بالغة لجهة تعلقها بصون الثراء المعماري والأثري الفريد لهذه المدن لكونها أماكن للعيش ذات قدرة مذهلة على الصمود والاستمرار ، ويسمح بالغوص في قلب حضارات عظيمة (الفارسية والإغريقية والرومانية والعربية...) وبفهم وإدراك تنوّعها وتوصيف السياقات الجيو سياسية المعاصرة المتباينة.
ولفت التقرير الذي ضم معلومات عن واقع هذه المدن اليوم الى أن مدينة لبدة الكبرى "هي الموقع الوحيد من بين المواقع الأربع في المعرض الذي لم يتعرّض للتخريب على الرغم من الاوضاع الأمنية التى تمر بها ليبيا ، وإنها تُعتبر من المواقع الأكمل المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
يشار بأن مدينة لبدة الاثرية الساحلية والمصنفة من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في ليبيا منذ العام 1982- تقع شرق العاصمة طرابلس بمسافة 120 كيلو متر وقد تأسست منذ العهد الفينيقي، وقام ببنائها الكنعانيّون، حيث اعتمدوا موقعها مرفأً من قِبَل البحارة الذين يأتون إليها قاصدين سواحل إفريقيا.
وتحوي مدينة لبدة العديد من الآثار القديمة، والتي تُخبر عن حضارة عريقة أقيمت في هذا الموقع الأثريّ المهم، والتى تُعتبر المدينة الأثريّة الموجودة فيها، أكبر المدن الرومانيّة التي مازالت حتّى يومنا هذا متكاملة بكلّ عناصرها، ومن هذه الآثار قوس النصر الذي تشتهر فيه أغلب المدن الرومانيّة القديمة. وساحة خاصّة بالألعاب الرياضيّة، حيث يوجد فيها مضمار للركض، إضافة إلى منطقة للمسابقات والألعاب، وقد بنيت بين عامي مئة وستة وعشرين ومئة وسبعة وعشرين ميلادي، في عهد الإمبراطور هادريان، وتمّ تجديدها فيما بعد في زمن الإمبراطور سبتيموسسيفيروس. وجود المسرح الضخم الروماني، والذي يُعتبر جزءاً مهماً من المدن القديمة. ومازالت حتّى يومنا هذا محتفظة بمعالمها، من أعمدة وأقواس وحجارة منحوتة بأبهى الرسومات والنقوش.
..(وال) ..