دراسة: لعب الأطفال بالتراب يعزز المناعة ويحدّ من الحساسية والأمراض المناعية.
نشر بتاريخ:
طرابلس – 10 يونيو 2025 ( وال) - أظهرت دراسات علمية حديثة أن السماح للأطفال باللعب في التراب قد يسهم بشكل فعّال في تعزيز جهازهم المناعي، والوقاية من أمراض الحساسية والمناعة الذاتية، من خلال تعرّضهم المبكر للميكروبات المفيدة في البيئة الطبيعية .
وأوضحت الأبحاث أن ما يُعرف بـ"الميكروبيوم المعوي" – وهو مجتمع الميكروبات النافعة في الجهاز الهضمي – يبدأ تكوينه منذ الولادة الطبيعية والرضاعة، ويتطور تدريجيًا عبر التفاعل مع البيئة المحيطة، مثل التربة والنباتات والحيوانات، بحسب ما نقله موقع "إرم نيوز".
وظهرت "فرضية الأصدقاء القدامى"، التي طوّرها البروفيسور غراهام روك، كتحديث لفرضية "النظافة"، مؤكدة أن التعرّض المنتظم للميكروبات البيئية التعايشية يساعد في تطوير جهاز مناعي متوازن قادر على التمييز بين العناصر الضارة وغير الضارة.
وبيّنت نتائج الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات ريفية أو يمتلكون حيوانات أليفة، يتمتعون بميكروبيوم معوي أكثر تنوعًا، ما يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالحساسية. في المقابل، أُشير إلى أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يخلّ بتوازن الميكروبات، ويزيد من مخاطر الإصابة بالحساسية.
وفي فنلندا، لاحظ باحثون أن الأطفال الذين لعبوا في تربة الغابات طوّروا تنوعًا أكبر في بكتيريا الجلد، مع ارتفاع في مؤشرات النشاط المناعي، مقارنةً بأقرانهم الذين لعبوا على أسطح صناعية. كما أكدت دراسة سويدية نُشرت عام 2024 أن النمو في بيئة قريبة من الحيوانات أو المزارع يعزز البكتيريا المفيدة، ويقلل فرص الإصابة بالحساسية.
ورغم هذه الفوائد، شدد الخبراء على ضرورة تجنّب التعرّض للتربة الملوثة التي قد تحتوي على مواد كيميائية أو طفيليات ضارة، مؤكدين في الوقت ذاته أن العوامل الوراثية تظل ذات تأثير، إلا أن التفاعل الآمن مع الطبيعة يبقى عنصرًا مهمًا في بناء مناعة قوية لدى الأطفال.
....( وال ) ....