Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

( وال ) تسلط الضوء على قضية التبرع بالأعضاء في ليبيا بين الرفض والقبول - تقرير .

نشر بتاريخ:

بنغازي 25 يونيو 2022 م (وال) –تعتبر ثقافة التبرع بالأعضاء في ليبيا غير رائجة لدى أغلب المواطنين، وذلك لقلة التعريف بها وقلة التثقيف من هذه الناحية الدينية أو الطبية- ومع تزايد أعداد مرضى الكلى بالتحديد وسرطان الدم بدأت هذه الفكرة بالتوارد، فنسبة من يقومون بالغسيل الدموي في ليبيا فاقت (7000) وهذه المشكلة لا يمكن حلها أو تجاوزها إلا بتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين.

 ونتيجة لهذا الارتفاع في نسب مرضى الفشل الكلوي أنشئت "المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء" على أيدي أطباء من كافة ربوع ليبيا.

 ولتسليط الضوء على هذه المشكلة، التقت وكالة الأنباء الليبية (وال) مع الدكتور "محمد أبودبوس" رئيس المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء، ورئيس تجمع مرضى ليبيا، والذي أوضح بأن "المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء هي منظمة تعتبر جديدة على المجتمع الليبي، وأهم أهدافها هي تثقيف المواطنين الليبيين من ناحية التبرع بالأعضاء وفقاً لفتاوي دار الإفتاء ومركز البحوث الإسلامية (جدة) وهيئة العلماء المسلمين، خاصة وأن ما يقارب عن (7000) مريض في ليبيا يقومون بالغسيل الدموي في ليبيا.. وهو ما يؤكد لنا أن هذه المشكلة حلها الوحيد هو التبرع بالأعضاء.. قال تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).

وقال إن هذه المنظمة "هي منظمة حضارية، تعنى بمهام خاصة، وتعتبر جديدة على الليبيين، لكنها خاصة جداً، وللوصول إليها لابد من ترتيبات معينة من دار الإفتاء ومن هيئة العلماء المسلمين ومن بعض الجهات، وهذا هو الحل الوحيد لإنهاء أزمة مرضى الغسيل في ليبيا".

  وأضاف " أبودبوس " أن "هذه المنظمة خرجت من المجال المحلي وانتقلت للمجال العربي، ففي الوقت الحاضر وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فقد بذل أخوتنا الأطباء وبالتحديد من مدينة بنغازي ومن طبرق شرقاً حتى زوارة غرباً إلى أوباري جنوباً جهداً كبيراً لترى هذه المنظمة النور، كما يوجد بها فروع في المدن الكبرى في ليبيا ، وقد بذلت جهداً لم تبذله أي منظمة أخرى في هذا التخصص الدقيق جداً ، فالتبرع بالأعضاء ليس بالأمر السهل".

 بدوره قال الدكتور "حسن الفسي" مدير عام مركز خدمات الكلى بنغازي، إن ثقافة التبرع بالأعضاء في ليبيا ضعيفة لأن ثقافة المجتمع غير مهيأة، فقد لا تجد أخ يتبرع لأخيه إلا نادرا، ففكرة المنظمة التي قام بها الدكتور "محمود أبودبوس" هي دعم للتبرع بالأعضاء.

وبالنسبة لزراعة الأعضاء أوضح أنه يوجد جسم في ليبيا قائم منذ سنة 2003 ، وهي الهيئة الوطنية لزراعة الخلايا والأنسجة ، وتعتبر المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء هي الجسم الداعم للهيئة الوطنية لزراعة الخلايا والأنسجة ، فقبل عام 2011 قامت هذه الهيئة بعمليات زراعة لأكثر من ( 200 ) حالة في ليبيا ، إلا أنها بعد سنة 2011 ومع الظروف التي مرت بها البلاد فقد قلت هذه العمليات ، ربما نتيجة المخاوف من التضرر أو التعرض إلى المخاطر مسيطرة على من لديهم رغبة في التبرع .

وأشار الدكتور "حسن الفسي" إلى أنه بناءً على ذلك، نُشرت دراسة علمية في السابق لدى وكالة "رويترز" تحت عنوان (التبرع بالكلى آمن تماماً ولا توجد فيه مخاطر)

قال باحثون في هذه الدراسة إن التبرع بالكلى لا يضر بصحة المتبرعين، أو يقلل من عمرهم الافتراضي، بل على العكس فإن احتمال إصابتهم بفشل كلوي يقل مقارنة بغير المتبرعين، مشيرا إلى أن هذه الدراسة هي أول دراسة على نطاق واسع للعمر الافتراضي للمتبرعين، وربما تشجع على المزيد من التبرعات بالكلى.

وفي السياق نفسه تقول المؤسسة الوطنية للكلى " بوسطن" إن هناك حوالي (8000) شخص حي يتبرعون بالكلى في الولايات المتحدة كل عام ، وبدراسة بيانات هذه الدراسة يتبين إن (3698) شخصا تبرعوا في جامعة مينيسوتا من عام 1963 حتى عام 2007.

  وبالعودة إلى ليبيا، فإن معاناة المرضى في تزايد، فمنذ فترة وجيزة ناشد مرضى زارعي الأعضاء وخاصة زارعي الكلى والكبد والنخاع العظمي في ليبيا بتوفير الأدوية، سواء أدوية المرضى الزارعين التي تضمن نجاح واستمرار الأعضاء التي زرعوها بأجسادهم، أو أدوية مرضى الغسيل الكلوي المصاحبة لجلسات الغسيل، وذلك لعدم وجود سياسة واضحة لتوريد الأصناف المطلوبة وتأمين تواجدها بكميات كافية بالمخازن.. علماً بأن المعلومات تشير الى أن عدد (28) مطالبة بتوفير الأدوية المطلوبة هي الآن لدى محافظ مصرف ليبيا المركزي، ولم تستكمل الإجراءات بعد، الأمر الذي يعرض حياة آلاف المرضى للخطر ويزيد من معاناتهم.

(وال)